2024
Adsense
مقالات صحفية

الهجرة النبوية تقرر أن المسلمين كيان واحد أبدي لا فرقة بينهم

عبدالله بن حمد الغافري

الحمد لله رب العالمين الذي جعلنا مسلمين والصلاة والسلام على خاتم رسل الإسلام عبر السنين وعلى هذه الأمة الواحدة الى يوم الدين.
لقد ابتليت أمتنا بما ابتليت به من فرقة وتشرذم تحت مسميات متعددة ما أنزل الله بها من سلطان فتعددت المذاهب وظهرت النعرات القبلية والحزبية والإقليمية العنصرية وغيرها مما لا يمت إلى الإسلام بصلة، وفي ذلك يقول شاعر علماء عمان وعالم شعرائها رحمه الله تعالى :
وما الدين إلا واحد والذي نرى .. ضلالات أهل الهوى تتقارع
وما ترك المختار ألف ديانة .. ولا جاء في القرآن هذا التنازع
وقد قال المولى سبحانه: “إن الدين عند الله الإسلام”
وعندما ننطق بكلمة التوحيد في الشهادة الأولى كما في قوله تعالى:
(إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ) [سورة الصافات : 35] فإن حركة إعراب لفظ الله الدال على الذات الإلهية يكون مرفوعا !! رغم اكتمال أركان الجملة الإستثنائية من مستثنى ومستثنا منه وأداة الإستثناء! ! إلا أن التعمق في المعنى الذي ركب من أجله هذا المبنى يتبين أنه  لا يوجد مستثنا منه أصلا حيث لا يوجد تعدد للآلهة حيث لا إله ولا رب ولا معبود الا الله الواحد الفرد الصمد الخالق واجب الوجود فلذلك كان المستثنى منه (الله) مرفوعا ولم يكن الإستثناء في الجملة الا للإقرار بوحدانية الله تعالى ووجوب الخضوع له جل جلاله..
وبالرجوع الى الآيات التي تتحدث عن الهجرة والمهاجرين والأنصار والذين جاؤا من بعدهم يتبين أنها تقرر وبما يدع مجالا للشك أن المسلمين أمة واحدة لا تفصلهم سنون الزمان ولا بطون المكان فهم أمة واحدة هدفهم (يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله)..
قال سبحانه:
(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [سورة الحشر :8، 9،  10] فلو تدبرنا هذه الآيات لوجدنا ..
ففي الآية الأولى (8) تتحدث عن أحقية المهاجرين من غنائم معركة حصار يهود النضير في المدينة لأن المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم لأجل نصرة دعوة الحق وإعلاء راية الإسلام..
والمهاجرون كان هدفهم ابتغاء فضل الله ونيل رضوانه ونصرة دينه!
ثم تعرج الآية الثانية (9) الى الأنصار الذين تبوؤا الدار والإيمان وأنهم يستقبلون إخوانهم المهاجرين بكل رحابة صدر فهم يحبون من هاجر إليهم ويقاسمونهم لقمة العيش ويشاركونهم سكناهم؛ كل ذلك من أجل ابتغاء فضل الله تعالى ونيل رضوانه ونصرة دينه !!
ثم تعقب الآية الثالثة (10) والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.. فهذه الآية الكريمة تشمل كل المسلمين الذين أتوا وسيأتون من بعد  حادثة الهجرة إلى يوم القيامة والذين هدفهم (يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله! !) فاتحاد الهدف دل على اتحاد الأمة ووحدتها وأنه لا توجد فواصل بين المسلمين لا عنصرية ولا مذهبية ولا يحزنون  .. فمتى سيعي المسلمون اليوم هذه المعانى ويدركون هذا المغزى الكبير وهذا الهدف  العظيم الذي خلقوا من أجله..؟؟ وهو (يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)
اللهم انصر الإسلام العظيم واجعل رايته عالية خفاقة لتمحو بها دياجير الجهل ومستنقعات الشرك وخرافات الكفر والإلحاد وارشد هذه البشرية الحائرة الى طريق الهدى والنور كي تسير وفق المنهاج الإلهي وتأخذ بأحكام دليل المستخدم في القرآن الكريم والسنة الشريفة كي تحيا هذه البشرية السعادة الربانية التي ارتضاها لعباده.

للتواصل / تويتر
عبدالله بن حمد الغافري
@AbdullahHamedG1
بريد إلكتروني/ Alssedq@hotmail.com

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights