درس في الفصحى
بقلم د. خميس بن ماجد الصباري
أمس كنت في أحد المحلات؛ فبدا للشاب فيه أنني أتكلم الفصحى؛ فرغب في مجاراتي؛ فسرني منه ذلك، وبدا إلى جانب ذلك توقيره للعربية وأهلها.
كان الشاب يلحن في الأرقام؛ فمرة يقول بثلاثون في موضعي النصب والخفض، ومرة يقول هذا قيمته ثلاثين؛ فأمسكته من يده وقلت له: ارفع! رفعك الله في موضع الرفع فقل ثلاثون، وقل ثلاثين إذا نصبت أو جررت! وعلمته بعض الأمثلة؛ ففهم مني؛ وقرر مواصلة المجاراة؛ فنجح في الاستعمال في بضع دقائق.
هذا الشاب هو نموذج من المجتمع الكبير الذي لا يجيد العربية على الرغم من دراسة اثني عشر عاما حتى يتخرج الطلاب بالدبلوم العام وهم يتكلمون الدارجة ويرون في الفصحى العقبة الكؤود.
إن الممارسة والرغبة الأكيدة في الشيء؛ هي أستاذ الأساتذة للتعليم. وامتلاك المعرفة مرهون بامتلاك لغة العلم والمعرفة.
أنا شخصيا أحترم هذا الشاب؛ لأنه احترم الفصحى، واحترم المقام؛ لقد تعلم في بضع دقائق ما لم يتعلمه في اثنتي عشرة سنة.
أيها الشاب لا امتلك رقم هاتفك ولكني أمتلك موقفك النبيل الذي سأغرد به بين الغيورين على الفصحى؛ لغة الدين والعلم والأدب.
الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٩
زوى/ سلطنة عمان