الجمعة: 12 ديسمبر 2025م - العدد رقم 2762
مقالات صحفية

في حضرة الشيخ

هلال السليماني

“سناو” والرحلة ممتدة بصحبة الرفاق في جمعية الصحفيين العمانية إلى أسواقها وحاراتها ومركزها الثقافي، مزيج من الأصالة والمعاصرة تتناغم فيها صور الحداثة وعبق الماضي، تراوح بين بداوة الصحراء وحضور الإنسان في الحارات ومستقره في الضواحي والأنحاء المغتسلة بمياه فلجي “المشق” و”بو منين”، وفي قلبها تتجلى الصورة هناك بهاء وجلالا في “المغدر”؛ حيث “الشيخ” المحفور في الذاكرة العمانية العلمية، فما زالت المدرسة محافظة على كيانها وكينونتها تحت عناية وبصيرة الشيخ، فأي بقعة تلك التي تزهو بساكنها، محافظة على ملامحها كما أراد لها الشيخ، كيان ينضح بالخصوصية العمانية للمدارس العلمية كما هي منذ زمن، في الطريق إلى المكان كل الدروب ترشدك إليه، وجوه العابرين تيمم صوب مدرسة الشيخ وخطواتهم تسابق بعضها، حتى السواقي المحملة بمياه فلج “المشق” تأبى إلا أن تلقي حمولتها عند بابه، أي بقعة تلك التي بقيت على أصالتها ووفائها لساكنيها وقاصديها من المشايخ وطلبة العلم من القاصي والداني، يصل إلى المكان فيجد بغيته هناك، كأنها غيمة تنسكب هيبة وجلالا على المكان تنضح في الأرجاء، عبق التاريخ وروح العلم وحكمة الشيوخ، فمنذ أن وعت قلوبنا ونحن نسمع عن الشيخ، صيته ذاع وعلمه شاع وحكمته ملأت الأصقاع والبقاع، تلامذته من كل حدب وصوب؛ أي جلال وبهاء يسكن في مجلسه! صورة المشهد أمامك، مجلس شيوخ أجلاء وعامة من الناس، وفود من خارج الوطن، وطلبة علم وصبية يدرجون؛ مستأنسون في رياض العلم وفي حضرة الشيخ، بدت على محياهم سمات الشيخ وعلى سلوكهم سمته، لا تخطؤهم العين. استمعت إليه خطيبا في صلاة الجمعة فارسا في منبره، ثم أجده يجالس زائريه في حسن ضيافة ولطف في الحديث، وفي لحظة يودعهم ليسير معهم مشيعا، روح عالية محلقة تسكن الشيخ، وثراء في كل شيء.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights