استقبال 32 طلباً للاستثمار بمدينة ريسوت الصناعية وتوطين 9 مشاريع خلال النصف الأول من عام 2019
حمد القصّابي: أصبحت "ريسوت الصناعية" تمثل العنقود الصناعي الأكبر لصناعة منتجات الطحين في السلطنة
النبأ – مصطفى بن احمد القاسم:
قال حمد بن حمود القصّابي، مدير عام مدينة ريسوت الصناعية، التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية –مدائن، أن المدينة الصناعية شهدت نشاطا استثماريا ملحوظاً خلال الفترات الماضية، حيث تم استقبال 32 طلباً للاستثمار في مختلف الأنشطة الصناعية
والتجارية والخدمية خلال النصف الأول من عام 2019 م؛ وقد تم توطين 9 منها، بينما جاري العمل على دراسة وتقيم الطلبات الاخرى تمهيدا لتوطينها، وأضاف أن هناك عدد من المشاريع القائمة حصلت على مساحات إضافية وتعمل في الوقت الحالي على توسعة أعمالها وإضافة خطوط إنتاج جديدة.
توسعة مستمرة
وأشار القصّابي أن إجمالي حجم الاستثمارات بمدينة ريسوت الصناعية مع بلغت نهاية العام 2018م 422,368,159 (أربعمائة واثنان وعشرون مليوناً وثلاثمائة وثمان وستون ألفاًومائة وتسعة وخمسون) ريال عماني، والجهود مستمرة على أن يتطور هذا الرقم ويرتقي إلى ما هو أفضل من ذلك، لا سيما مع توسع الكثير من الشركات والمصانع القائمة أكثر من مرةفي مساحتها وخطوط إنتاجها وزيادة رأسمالها، الأمر الذييبشر بأن منتجات تلك الشركات تلقى القبول في أسواقالسلطنة و الأسواق الخارجية، مؤكدا القصّابي على أن المنتجات العمانية تمثل صورة مشرّفة للسلطنة في مختلف الأسواق التي تصل إليها داخل السلطنة وخارجها، حيثحصلت هذه المنتجات على ثقة المستهلكين في تلك الاسواق وكل ذلك بفضل الجهود التي يبذلها القائمون على الشركاتوالمصانع من جهة، وجهود القطاعات الحكومية المختلفة كالقائمين على المدن الصناعية ومسؤولي المواصفات والمقاييسمن جهة أخرى، وحرصهم الدائم على تقديم كل ما هو جيد ومناسب للمستهلكين، وفي ما يتعلق بجودة المنتجات في المصانع المستثمرة في مدينة ريسوت الصناعية، فإن أغلب الشركات لديها مختبرات متخصصة تقوم بفحص المنتجات على مراحل متعددة قبل وبعد عمليات الإنتاج، كما أنها تستخدم أفضل التقنيات في الإنتاج، مؤكدا القصّابي على أن هذا الإقبال يدفع المستثمرين وأصحاب الأعمال للتوسع في مشاريعهم، وما التوسعات التي تشهدها مدينة ريسوت الصناعية إلا تلبية للطلبات المتزايدة من قبل المستثمرين من داخل السلطنة وخارجها لإضافة خطوط إنتاج جديدة أو البدء في توطين مشاريع صناعية وخدمية، حيث تعمل “مدائن” في الفترة الحالية على تنفيذ مشروع تطوير البنية الأساسية لمدينة ريسوت الصناعية (ريسوت 2)، والذي تبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 4 ملايين ريال عماني ويقام على مساحة تبلغ مليون متر مربع، حيث سيوفر المشروع خدمات البنية الأساسية للأراضي غير المطورة وتطوير القائم منها، بما في ذلك إنشاء شبكة متكاملة من الطرق والأرصفة وشبكات الصرف الصحيبامتداد يصل الي ٧.٩ كيلومتر وشبكة المياه بما فيها المياه اللازمة للحماية المدنية وأنظمة الري بامتداد يصل إلى ٨.٣ كبلو متر، كما يشمل المشروع توفير شبكات الاتصال والغاز، وإنشاء محطة تحلية للصرف الصحي تستوعب 1000 متر مكعب يومياً، وسيتم خلال هذا المشروع مراعاة استخدام أحدث التقنيات في الإضاءة، وأحدث المواصفات والتقنيات المستخدمة لشبكات وأنظمة الخدمات داخل مدينة ريسوتالصناعية، ومن المتوقع الانتهاء منه نهاية العام 2020م.
تضاعف المساحات
وأوضح القصّابي أنه عندما افتتحت مدينة ريسوت الصناعية وأصبحت جاهزة لاستقبال طلبات أصحاب الأعمال والمستثمرين والصناعيين في نوفمبر من عام 1992م بمناسبة عام الصناعة –الثاني- كانت مساحتها تصل إلى مليون متر مربع تقريبا وبعد عدد من التوسعات أصبحت مساحة المدينة الصناعية 3810479 متر مربع مع نهاية العام 2018، و تقع مدينة ريسوت الصناعية في مدينة ريسوت بولاية صلالة بمحافظة ظفار جنوب السلطنة، وتحيط بها جبال ظفار من جهة الشمال والغرب وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة الجنوب ويعد هذا الموقع الاستراتيجي المهم ميزة إضافيةلجذب المزيد من الاستثمارات في جميع القطاعات وخاصة القطاع الصناعي، حيث تكتسب مدينة ريسوت الصناعية هذا الموقع الاستراتيجي الهام والمميز للسلطنة بصورة عامة، ومحافظة ظفار بصورة خاصة كونها أقرب نقطة في شبه الجزيرة العربية من دول الخليج إلى الطريق البحري الدولي والجمهورية اليمنية وأسواق دول شرق أفريقيا، فأصبح بإمكان البضائع أن تصل إلى الدول القريبة من هذا الطريق الملاحي الدولي من خلال ميناء صلالة بسرعة كبيرة و هذا بلا شك قيمة مضافة وميزة منفردة للبضائع المنتجة في مدينةريسوت الصناعية، علاوة على أن الوصول إلى دول منطقة الخليج العربي وخاصة الدول الواقعة شمال الخليج أصبح ممكنا من ميناء صلالة وكذلك مطار صلالة الذي أصبح منفذا تجاريا نشطا للشحن الجوي، ناهيك عن مناخ محافظة ظفارالاستثنائي في فصل الصيف والبيئة المناسبة لاستقرار بعض مشاريع الاستثمار الاجنبي في صلالة لا سيما مع وجود المناطق الحرة بالقرب منها والتي تتميز بحوافز مناسبة للمستثمرين الأجانب.
قيمة مضافة
وأكد القصّابي أن مدينة ريسوت الصناعية كأي مدينة صناعيةأخرى تابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن تعمل على تحقيق الأهداف والاستراتيجيات التنموية العامة السلطنةوالمتعلقة بتنويع مصادر الدخل الوطني وكذلك دعم التنمية الشاملة والمستدامة على مستوى محافظة ظفار بصورةخاصة، وضمن الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة الرشيدة لتنمية الولايات والمحافظات الواقعة خارج العاصمة مسقط، وقد استطاعت المدينة الصناعية باعتبارها جهة تم تأسيسها لإيجاد تنمية شاملة ومستدامة تساهم في دعمالاقتصاد الوطني من تحقيق عددا من الأهداف التي تعملالحكومة باستمرار للوصول إليها مثل تنويع مصادر الدخلالقومي، وتوفير الفرص الوظيفية للكوادر العمانية، وخلق بيئة تجارية تبادلية مع الأسواق الخارجية إلى جانب استغلالالمشاريع الاستراتيجية الأخرى في محافظة ظفار مثل ميناء صلالة، ومطار صلالة، فمن المؤكد والبديهي أن الحركة التجارية في ميناء صلالة تنمو بزيادة الإنتاج في المصانع والشركات المستثمرة في مدينة ريسوت الصناعية، كما كان للصناعات التي تنتج في مدينة ريسوت الصناعية مساهمة مستمرة في توفير السلع الاستهلاكية للسوق المحلي عوضا عن البضائع المستوردة . علاوة على ذلك، فإن منتجات شركات ومصانع مدينة ريسوت الصناعية حالها حال الصناعات العمانية الأخرى في مختلف أرجاء السلطنة تصدر إلى اسواق الكثير من دول العالم، وبالتالي زيادة القيمة المضافة المتحققة لاقتصاد السلطنة ، وعلى سبيل المثال، الصناعات الدوائية وبعض الصناعات الغذائية والهندسية في مدينة ريسوت الصناعية أصبح العمانيون يقومون بأدوار فاعلة خلال عملياتها الإنتاجية. الأمر الذي يشير إلى أننا نسير على الطريق الصحيح الذي يتوقع أنه من خلال بذل جهد أكبر من الحكومةوأصحاب الأعمال والمشاريع سوف تتضاعف القيمة المضافةللصناعة العمانية.
حوافز جديدة
وأوضح حمد القصّابي أن مدينة ريسوت الصناعية كغيرها من المدن الصناعية الأخرى التابعة لـ مدائن” تشملها الحوافز والتسهيلات الجديدة مثل عقد إيجار لمدة ثلاثون عاما قابل للتجديد لمدة مماثلة مع أحقية التنازل عن حق الإيجار للمدة المتبقية بالعقد، وأحقية البيع للإنشاءات والمباني المقامة على الأرض المستأجرة، وكذلك أحقية الرهن للمباني والتجهيزات المقامة على الأرض المستأجرة، بالإضافة إلى أحقية إدخال شركاء بعقد الإيجار وكذلك الحصول على تقييم عادل للمباني والإنشاءات والتجهيزات المقامة عند انتهاء عقد الإيجار، ومن هذه المميزات أيضا إعفاء من ضريبة الدخل لخمس سنوات للمشاريع الصناعية، وإعفاء مدخلات الإنتاج من الضرائب والرسوم الجمركية، وتوفير أراضي مطورة مجهزة بكافة الخدمات الأساسية: مياه، كهرباء، اتصالات، طرق مع وجود أطر قانونية شفافة توضح الحقوق والالتزامات، والالتزام بفترات زمنية محددة للاستجابة لتقديم الخدمات، وحرية العمل 7/24 مع ضمان المشاركة بالمعارض الداخلية والخارجية لحملة المنتجات الوطنية “عماني”، وضمان المشاركة بكافة الورش والندوات والمعارض التي تنظمهاالمؤسسة،ومساعدةالمستثمرين لدى الجهات الحكومية من قبل النافذة الاستثمارية (مسار).
نمو المشاريع
وأشار القصّابي إلى أن إجمالي عقود المشاريع الاستثمارية التي تشرف عليها المدينة الصناعية مع نهاية العام 201٨ بلغ 202 مشروعا، ويبلغ عدد المصانع المنتجة خلال الفترة ذاتها105 مشروعا. وهناك 50 مشروعا خصصت لها اراضي و47 مشروعا تحت الإنشاء، وفيما يتعلق بأبرز الصناعات، أوضح القصّابي بأن هناك صناعات غذائية متنوعة كالدقيق والسميدومشتقاته، وتعمل بهذا القطاع ثلاث شركات وهي مطاحن صلالة، مطاحن الريف، ومطاحن الرصيد) أصبحت المدينة الصناعية تمثلالعنقود الصناعي الأكبر لصناعة منتجات الطحين في السلطنة، ومن الصناعات الغذائية الأخرى أيضاالزيوت النباتية ومشتقاتها والطماطم.