2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال: فكرة يمكن دراستها

أحمد بن سالم الفلاحي

shialoom@gmail.com

استرعى انتباهي الخبر الذي أرسله لي أحد الاخوة، والذي جاء نصه: “تم التوقيع (…) على اتفاقية شراكة بين وزارة الثقافة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، واتحاد الناشرين المغاربة، تهدف إلى نشر أطروحات الدكتوراه التي تحصل على توصية بالطبع. (…) التي تهدف إلى وضع إطار للتعاون بين هؤلاء الشركاء من أجل تثمين البحث العلمي داخل الجامعات المغربية والعمل على إشعاعه والتعريف به من خلال نشر الأطروحات الجامعية لسلك الدكتوراه في التخصصات العلمية المرتبطة بالثقافة والفنون، والتي تحصل على توصية بالطبع من اللجان العلمية التي ناقشت هذه الأطروحات”.

كثيرة هي الاطروحات العلمية في مختلف مجالات العلم والمعرفة، تكتنز بها أرفف مكتبات الجامعات، ويكاد لا تصل الا الى عدد محدود من طلبة الجامعات من الباحثين منهم فقط، حيث تظل حبيسة هذا المكان الى أجل غير محدود، ويقينا بصورتها هذه تفقد الأمة كنوزا من المعرفة، كان لها أن تنير عقولا تبحث عن المعرفة الحقة، وأن تفتح آفاقا لهذه المعرفة، وللفكر الوقاد، الذي تعرقل مسيرته – أحيانا – هذه الروافد؛ إما لقلة ما في اليد، وإما للجهل بالطريق الموصل الى أماكن تموضع هذه المعرفة، ولذا عندما تحرر هذه الكنوز المعرفية من أماكن تموضعها ذاك، لا شك سوف تصل الى قطاع عريض من الباحثين عن المعرفة، وفي ذلك أيضا تثمينا للجهد الذي بذله الباحث، وليس فقط تنحصر في الشهادة العلمية التي حصل عليها نتيجة هذا الجهد.

عندنا في السلطنة اليوم اكثر من جهة تسعى الى طباعة الكتب، وهناك على ما يبدو – اسهال غير عادي – في هذا الجانب، فيكفي لمن مارس الكتابة لأقل من عام أن يحصل على دعم سخي من هذه الجهات تحت مسمى “تشجيع الشباب على التأليف”، وتحت مسمى “دعم الكتاب”، وإن كان هذا الأمر في كلا الحالتين يحتاج الى إعادة نظر، نظرا لسوء تقدير هذا الجانب حول كثير من الإصدارات المكدسة على أرفف المكتبات، لا باحث عنها، ولا قارئ لها، ولا تحتاج المسالة الى كثير من التعليق، ولكن بقدر ما هو تشجيع، كما يروج له، هو قتل لهذه المواهب الطرية التي للتو تبحث عن هوية، وعن رؤية، وعن خطوة ثابتة، ولكن في ظل التنافس لدى هذه المؤسسات، وهو تنافس غريب وعجيب، يقع هؤلاء الفتية في مطب التأليف، وفي مطب بهرجة المؤلف، فالمؤلف اسم مغري، ولكن المحتوى ليس يسيرا لأن يصل اليه كل واحد منذ أول خطوة له في عالم الكتابة، فهل سيحاسب التاريخ هذه الجهات التي تعاني من حالة “انفعال مربك” في مسألة طباعة الكتب؟

 

ما يجب الوقوف عنده أكثر في هذا الطرح، هو أن تتبنى الجهة الرئيسية الموكول اليها طباعة الكتاب اكثر من غيرها من المؤسسة المربكة حالها في هذه المسالة، طباعة الرسائل العلمية وفق معايير علمية يتفق عليها، وذلك بالتنسيق مع جامعة السلطان قابوس، والجامعات الخاصة الأخرى ومجلس البحث العلمي، بحيث تخرج هذه الأطروحات العلمية، وبالأخص في مرحلة الدكتوراه، الى الجمهور العام في المكتبات، وفي معارض الكتب صغيرها وكبيرها، من أرفف المؤسسات الأكاديمية لينتفع بها الجمهور، ولا تدفن مع مرور الزمن وتقادم الأيام مكانها، وتضيع بذلك ثروة علمية معبرة عن عصر خصب في المعرفة من عمر نهضة عمان المباركة. 

فهل سيشهد معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته القادمة ميلاد هذه الفكرة في شيء من الفعاليات المصاحبة، ولو في إطار المناقشة الشفوية، قبل أن يوضع لها اطارها التنظيمي الجاد؟

 

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights