2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال: إرث تقليدي

مريم بنت إبراهيم الفارسية

هبطات العيد تقليد شعبي وموروث حافظت عليه الأجيال المتعاقبة نظراً لما لهذه العادة التي تسبق الاحتفاء بالعيد من أثر اجتماعي وعائد اقتصادي ، حيث تترقب الأسر بأيام العشر من ذي الحجه لتبدأ مرحلة استعداد للعيد كل حسب احتياجاته ومتطلبات العيد ، وحيث تبدأ هبطات العيد وتجسد هذه الهبطات كل معاني الترابط الاجتماعي وتواصل العادات والتقاليد العمانية .
وتعد الهبطات حركه شرائية قوية حيث تتوافد جموع المواطنين من ولايات ومحافظات عمان وسط إقبال كبير على شراء مختلف السلع والاحتياجات الأسرية من لوازم العيد ، وحيث يجد الفرد كل ما يلزم من احتياجات العيد المبارك
وهكذا تقام في الوقت الحالي خلال الأيام العشر من ذي الحجه أسواق شعبية في مختلف ولايات البلاد
حيث يباع في الهبطة مختلف احتياجات العيد من الملابس وألعاب الأطفال والحلوى العمانية ولكن أصبح الأكثر طابع لوجود مربي المواشي والأبقار
ويختلف أسلوب بيع المواشي والأبقار في الهبطة باختلاف المناطق حيث يتم عرضها بطريق المناداة أو المزايدة ومنافسه المشترين.
ويتم تباين موعد إقامه الهبطة بين ولاية وأخرى وذلك بالقدر الذي يتيح التنوع ويتيح الفرصة لمن تفوته هبطة المنطقة التي يقيم بها أن يتسوق في هبطة المنطقة المجاورة في اليوم التالي
ويعتبر التسوق في الهبطة تقليداً عمانياً قديماً يحرص عليه الأهالي قبل حلول العيد لشراء الأغنام والأبقار والتي يجلبها مسوقوها من داخل وخارج البلاد ، ويتم في هذه الهبطة تزايد الطلب في هذه المواشي، وتشهد حركة تسويقية لمختلف السلع وهناك يصبح إقبال على المصنوعات السعفية خاصة خصفة الشواء، كما يوجد بالهبطة أوراق الموز والحطب والبهارات التي يطلق عليها تبزيرة والتي يقبل عليها عامة الناس في هذه المناسبة.
وقد يكون الباعة حريصون على توافر ألعاب الأطفال والتي تكون سبب لفرحتهم بأيام العيد ،
كما يكون دور الأسلحة تقليديه حاضراً في الهبطة ، وكذلك المأكولات الشعبية .

كما يكون دور المرأة حاضر بوجود مستلزمات العيد من الحناء والبخور والعطور والأواني المنزلية لتهيئة المنزل لاستقبال عيد الأضحى السعيد .

وقد تكون هبطة يوم سابع من الهبطات التي تشتهر بكثرة توافد الناس إليها والتزاحم بشكل كبير.
وبهكذا موسم العيد يعيد البهجة ويرسم الفرحة في قلوبنا وهو من أهم المظاهر الاحتفالية الجماعية التي تعد من مظاهر التلاحم الإجتماعي الذي يتميز بها مجتمعنا .
والعيد موسم تترقبه النفوس بكل شوق ومحبة ويتهيئ الجميع لاستقباله من خلال إقامه الهبطة والتي تعتبر مظهر من مظاهر الإستعداد المبكر لاستقبال العيد والتي تتمثل في الأسواق التقليدية والتي يتم من خلالها توفير احاجيات العيد المختلفة .

ويتميز هذا السوق ليكون حدثاً اجتماعيا مرتقباً يشارك فيه مختلف فئات المجتمع .
فالهبطة تعد من الهبطات التقليدية  منذ ما قبل النهضة ، وتتواصل مع الأجيال ، وقد حظيت بمتابعة واهتمام من قبل الجميع .
وهكذا نستقبل العيد وهو مناسبة إسلامية ، وتستمر مع بقاء صورة الموروث الحضاري العماني ، وتكون روح الألفة والمحبة والفرحة حاضرة بين مجتمعنا ونفوسنا .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights