بقاؤنا ببلدتنا في أيام العيد من تعظيم شعائر الله
سعيد بن أحمد القلهاتي
يؤلمني جدا عندما يطرق مسمعي كلاماً عن أولائك الذين يقدمون على ذبح أغنامهم يوم التاسع من ذي الحجة ويهيؤوا لحومها لرحلاتهم وتنزهاتهم ويخرجون خلال أيام العيد في رحلات لمختلف المواقع السياحية في البلاد معتبرين ذلك من الترويح عن النفس والترفيه والتنزه والاستجمام – مقدمين من خلال هذه التصرفات دروساً للأجيال القادمة بتهميش شعائر الله التي أمر الله بتعظيمها وربطها بتقوى القلوب ، لا يؤدون صلاة العيد ، ولا يذبحون أضاحيهم في أوقاتها المحددة والتي حددها ديننا الإسلامي الحنيف إمتثالاً للأمر الرباني إذ قال عز من قائل : {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر : 2] ، وأيضاً غير مكترثين بذلك بقول الله عز وجل : {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ☆ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج :36 و 37] .
وليعلم الجميع أننا بأفعالنا هذه قد انتهكنا تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي حددها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام ، وبأفعالنا هذه سننشيء جيلاً غير مبالٍ بهذه الشعائر ولا مكترث لهذه التعاليم الدينية الإسلامية السمحة بل سيكون مبدئه هذه العادات الدخيلة وستكون أوزارهم على ظهورنا نحن .
فلذلك يجب أن نتكاتف جميعاً للكف عن بث ونشر هذه المعتقدات والعادات الدخيلة السيئة للأسف الشديد بين أجيالنا ولنغرس فيهم قيم ديننا الإسلامي الحنيف ولنبقى على المحجة البيضاء التي تركنا عليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك والعياذ بالله ، نعوِّدهم على شهود صلاة العيد ثم تبادل التهاني بين الحضور ثم العودة إلى المنازل بطرقات مختلفة إن أمكننا ذلك ثم ذبح الاضاحي وهكذا شهود صلوات الجماعة والتكبيرات في دبر كل صلاة طيلة أيام التشريق وبذلك قد انتهجنا النهج الصحيح ، وبإذن الله سيتسر لنا الوقت الكافٍ للخروج في الرحلات والتنزهات وزيارات الأقارب والأرحام .