بصمة كبار السن في حياتنا

إبراهيم اليعقوبي
تلك الفئة الجميلة والعزيزة على قلوبنا جنتنا وسبب كرامتنا وعزتنا ورحمتنا وتوفيقنا في حياتنا من الله عز وجل .
هي غرس في مسار حياتنا ، وهي مفتاح جنتنا ، لهم أثرهم الطيب ، واحترامهم ، وتقديرهم الواسع ، بهم التواصل ، وبهم الترابط ، البركة تحل في بيوتنا ومنازلنا بسببهم ، الحياة تطيب بهم ، ورعايتهم والاهتمام بهم واجب علينا وإدارة شؤونهم وبرهم، فهم شعلة الحياة ، وهم منارتها، السعادة برؤيتهم ، والفرحة بلقياهم، تلك الروح الطيبة التي يملكونها ، والحرص الدائم علينا في صغرنا وكبرنا ، خوفهم علينا من كل مكروه، لها معانٍ كبيرة في قلوبنا ، ويستحقون منا كل احترام وتقدير يجب وواجب مراعاتهم ، وتوفير وتحسين معيشتهم ، الرفد والترافد والتنافس في خدمتهم ، حتى ننال رضى الله ورضاهم .
مهما كتبت السطور ، وخطت الأقلام في حقهم فهذا قليل، ويعد منا أقل واجب ، ومعروف يقدم لهم ، عزتهم ، وكرامتهم ، ومكانتهم ، وهم يتوسطون العوائل والبيوت ، والجلسات الشعبية بين الأزقة وتحت ظلال الأشجار ، فخر وهيبة ، وضحكاتهم البريئة ، وحكايتهم المشوقة، والمملؤة بالمغامرات والتضحيات من أجل العيش ، تعكس مدى صبرهم ، وجلدهم على تحمل المسؤولية وعبء الحياة ومرارتها وقسوتها، شجاعتهم ، وإصرارهم على التحديات ومواجهتها بثبات ، لهو دليل على الثقة بالنفس ، والرغبة بالبقاء ، وأن ليس هناك اسمه مستحيل.
هم تلك الفئة الشغوفة والمحبة للجمع والتجمع ، والتمسك والتماسك ، والألفة والترابط، أليس من واجبنا إعطاؤهم أكبر جزء من وقتنا وحياتنا؟ أليس من حقنا عليهم، أن نفتح ونعمل لأجل سعادتهم؟ فهم يستحقون منا ذلك ، تخصيصنا من البرامج وأدوات الترفيه والتعلم لهم لهو حق مشروع لهم ، والعناية بهم يجب أن يكون في أول جداولنا وأجندتنا المحضرة، لا ندخر ساعة في العناية بهم ، ورعاية مصالحهم ، لينعموا ، ويسعدوا ، ويفرحوا، ويشعرون بقيمتهم ، وقدرهم ، نحن ندين لهم بحياتنا، ونضحي من أجلهم ، بعد كفاح منهم وتضحية، ومواجهة لأحلك الظروف ومرارة الغربة وتحديات الحياة ، هم عاشوها بتفاصيلها الصعبة تجرعوا الذل ، وأذيقوا أنواع الإهانات ، صنعوا منا أشد الرجال ، وخلدوا لنا الذكريات والبطولات ، سطروا بدمائهم أروع الانتصارات وفتحوا أغلب بلاد العالم وأدخلوا السلم والسلام ، الإسلام والإيمان، حتى تبقى راية الإسلام مرفوعة ، هم شموخ ، وحائط صد منيع وقفوا ، لكل من حاول النيل من أرضناالطيبة تحية إجلال لهم، وبصمة وقار توضع لهم، تحلوا بهم الحياة وتزهوا ، يطيب بهم العيش ويرقى ، الاعتزاز بهم والفخر راية شرف لنا ، ولهم منا تحية وحب ووفاء ، من كان حيا ، ومن كان تحت التراب فرحمة الله تغشاه، السطور تعبر وتكتب ولكن الحق غير وافٍ وكافٍ لهم ، فهم تاج ، ومنارة ، واستقرار ، وقدوة يشد بهم الأزر ، ويستقى منهم الحكمة والعلم، ويتعلم منهم العادات والتقاليد والأعراف ، إذا غابوا فقدوا وخلا المكان ولم يسد ثغرته أحد مثل ما كان ، وإن هم حضروا طمسوا كل الوجوه بحضورهم فيارب احفظهم وبارك لنا فيهم من كان حيا، ومن ضمه التراب فهو في ذمتك ورحمتك ، لهم التقدير ، والفخر ، والعزة منا والاحترام نسوقه لهم بكل حفاوة واعتزاز .