استراحة محارب

جاسم بن جمعة القطيطي

أحيانا نحتاج إلى العزلة والابتعاد من ضجيج الحياة، وهذه العزلة لا تسمى الهزيمة أو الانسحاب؛ بل هي استراحة محارب.

نحتاج فيها إلى الهدوء، والجلوس في صمت وتأمل ، والابتعاد عن معارك الحياة، بعض الأحيان والأكثر هذه المعارك تنهكنا أكثر مما تثمر، ولكن هذا الابتعاد والانعزال في التوقف حكمة، وفي التقبل راحة نحتاج إلى التنفس العميق والبداية الجديدة، نحتاج إلى الهدنة وهذا لا يسمى ضعفاً؛ بل السلام أحيانا أقوى من الصراع؛ فلنمنح أرواحنا لحظات السلام.

جميلة هي الحياة التي تغمرك بالحب والسعادة، ربما أحيانا لا تأتي بمثل ما تتمنى، ولكن نخلق لأنفسنا هذه السعادة، نتعلم أن نحب الحياة كما هي، لا كما نريدها أن تكون؛ فهنا يكمن جمالها الحقيقي.

وكما ذكرت سابقاً لنمنح أرواحنا لحظات السلام؛ لعلنا نعود أقوى وألطف وأكثر اتّزاناً، أجسامنا وعقولنا في بعض الأحيان تحتاج إلى إستراحة، والابتعاد عن ضوضاء الحياه المتعبة، وأبسط الأشياء أن تركن هاتفك الذكي على جنب والاقتراب من أسرتك ومشاركتهم في مقترحاتهم وأفكارهم، وتتبادل معهم القصص الجميلة، وتشعرهم بالمحبة والمودة والأمان، وتستمد معهم ومنهم الطاقة التي تجعلك وتجعلهم سعداء دائماً، تلتمس منهم الكلمات الجميلة، تستلذ من خلال هذه الاستراحة كل ما هو جميل وشيق، الاقتراب من أسرتك بحد ذاته حياة وأمان، وراحة نفسية تجدد بك النشاط والاستمرار.

لهذا يجب على كل شخص أن يمنح نفسه استراحة وتلذذ طعم الحياة الحقيقية، في الانغماس مع ذويه، ترك كل ما يرهقه من أعباء وضغوطات مثل العمل وما شابه، يجب على كل منا تجديد الراحة النفسية، وترك كل ما هو مزعج ويرهق العقل والجسم، والابتعاد عن ضجيج الحياة، وهذا ليس هزيمة أو إنسحاب؛ بل أحيانا نحتاج إلى إستراحة، نحتاج إلى الهدوء، نحتاج إلى العزلة والصمت، نحتاج إلى ما يسمى “استراحة محارب”.

دمتم في محبة ومودة وراحة نفسية دائمة