إبراهيم اليعقوبي
جميل ورائع وإبداع أن يحمل قلبك عاطفة تشمل الجميع، وروح تحوي كل من حولك، وتتسع لكل من يراك ويصادفك صفاء في داخلك غير جاف ولا متصنع، عاطفة تحوي الرحمة وعدل بين الجميع، وإحساس يحمل المودة، ورقي بالمشاعر التي تحيط الجميع بالمحبة.
مشاعر من داخلك وعمق جسدك ترسلها إلى من حولك، وتحمل في طياتها رسالة سلام ومحبة، وتواضع وشفقة، تنسج خيوط تواصل وحسن معاملة ورقي الأخلاق.
أيها الإنسان أن توظيف عواطفك وجوارحك في خدمة البشر، والرفق بمخلوقات الله؛ هي سمة عظيمة، وخصلة حسنة تتجلى في عظم أخلاقك، وتكون عند الله مأجوراً عليها. صاحب الكبير ووقره، ورافق الصغير وأعطف عليه، وجالس الفقير والغني بإحترام وتقدير، وأياك أن تغتر أو تتكبر على أحد وتستصغر؛ فهي صفة ذميمة وأخلاق غير محمودة، أنت وهو خلقتم سواسية؛ ليس لأحد على أحد تفضيل إلا بالتقوى كما أنزل رب العزة في كتابه العزيز. إجعل من تواضعك وخجلك وبسمتك أمل لكل طائف ببابك وناظراً إلى وجهك، تعابيرك تبشر بالخير، ووجهك يحمل السماحة؛ واجعل إبتسامتك لا تفارقك.
إجعل مواساتك خط سيرك، ورحمتك مفتاح قلبك، وأبعد قسوتك عن الآخرين، وتجنب الجدال الحاد، وتحلى بالهدؤء والحكمة، ودع صمتك هو عنوانك في المواقف المحتدمة، ونطقك بالحق في عمق الأزمات، وتسامح وسامح، وانصح وأرشد، وتعلم وعلم، وأزرع وأغرس بذور السلام والوئام، وأصفح وتنازل لتستمر وتعبر عباب هذه الدنيا بأمان، حدودك وحقوقك خذها بالحق، ولا تسلب الناس حقوقها. ما ليس لك أتركه، ومالك خذ فقط قدرك، فلا تظلم ولا تجرح؛ بل كن وسيط خير وعبير ورد يرش لترتاح الناس وتشم رائحته الزكيّة، قرب الكل منك بودك وعطفك. إجعل ضحكاتك عنوان لإسعاد من حولك، راجع نفسك وحاسبها، مشاعرك الجميلة أفرغها بحب. هيبتك بوقارك، وعزتك باحترامك. قد مركبك بسلام، وأبحر في أمان إلى مرسى الكل يمكث فيه، وتتآلف فيه القلوب. ثقل ميزانك بالعطاء، وأنجز صدقاتك في الخفاء، وأشعل قنديل الوفاء، ونور دروبك بالإحسان، وامسح الزلات؛ لتدوم العشرة وتبقى المحبة وتتعمق الذكريات، ويبقى أهل الوفاء أوفياء، تحفهم عناية الرحمن.
