التعليم في ظل النهضة القابوسية المباركة… نعمة تحتاج للشكر
أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
٢٣ يوليو المجيد ٢٠١٩م
يحتفل العُمانيون اليوم بالذكرى التاسعة والأربعين لـ “يوم النهضة المباركة”، الذي يصادف الثالث والعشرين من يوليوالحالي، حيث تصادف ذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد – أمده الله بوافر العمر في طاعته – مقاليد الحكم في عماننا الحبيبة .
إن المتأمل للأحداث والمتتبع للتاريخ في عمان منذ تولي صاحب الجلالة زمام الحكم في البلاد من العام1970م إلى الآن يجد حجم الإنجازات التي حققتها النهضة العُمانية، والتي شملت جميع مجالات التنمية البشرية والمادية نهضة واسعة جبارة تحققت على هذه الأرض المباركة شملت مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية بمختلف مجالاتها ، جعلت السلطنة محط أنظار وإعجاب المراقبين فأصبحت واحة غناء وعنوان للسلام والاستقرار، فباتت ساحة أمن وأمان وبناء وتنمية يعيش أبناؤها سعداءً ورخاءً في غير انقطاع وقد توافرت لهم سبل الحياة الكريمة.
الثالث والعشرين من يوليو المجيد من العام 1970م ياسادة يا كرام يومًا شكل علامة تاريخية فارقة، وُلدت فيه عُمان من جديد ليبدأ التاريخ يكتب ويدون الإنجازات والتطلعات التى انطلقت فيها عُمان قائدًا و شعبًا ومجتمعًا إلى آفاق العزة وسلالم المجد انطلاقًا لبناء دولة عصرية حديثة قادرة على تحقيق السعادة والرخاء لأبنائها ، قادرة على التطور في جميع المجالات . وها هي السلطنة تعيش في رخاء وازدهار وتقدم مشهود حيث تعايش يوماً بعد يوم نهضة حديثة بقيادة مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي وعد فأوفى وقاد عُمان باقتدار إلى مصاف دول العالم المتقدمة.
كانت عُمان متأخرة عن اللحاق بركب التطور في التعليم حيث اقتصر التعليم على بعض الكتاتيب لتحفيظ القرآن والحلقات العلمية الخاصة بالمساجد، وإن كان لذلك الدور الكبير في بروز وإبداع العديد من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء وهم من قاموا بتشكيل وصياغة التراث العُماني الزاخر بالروائع عبر التاريخ الذي تفخر به عُمان و الذي خرج للعالم بأسره في شكل أمجاد لا يمكن أن يتجاهلها أحد لتأتي النهضة المباركة مكملة وبقوة لهذه الأمجاد لتفتح الأبواب على مصراعيها للنهوض بالعلم من أوسع مصارفه ومنابعه .
حيث كان من أهم أهداف النهضة العُمانية المباركة التي تبناها حضرة صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه – النهوض والتوسع بالمسيرة التعليمية بجميع مستوياتها ومراحلها، باعتبار التعليم أبرز أساس لبناء الحضارة والمجتمعات، وقاعدة لكل تنمية وتطور . إن الاهتمام بالتعليم ومسيرتة من أهم أسباب رقي وتقدم المجتمعات عبر التاريخ، وشريان الحياة للسير بالمجتمعات نحو التطور والتقدم، وما يؤكد هذه الأهمية العظيمة للتعليم ورود ذكره في آيات القرآن الكريم والحث على ضرورة طلبه والاستزادة منه للوصول إلى أعلى المراتب ، فكان أول ما نزل من القرآن الكريم أمرًا إلهياً بالقراءة والتى هي أحد بنود التعليم وقواعده والتي لا يكمل إلا بها، ومن هنا انطلقت النهضة العمانية المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد في العام 1970م جاهدًة لنشر التعليم لتتخذ منه معبرًا تعبر به من زمن الجهل إلى المستقبل المشرق ، حيث جعل جلالته من التعليم أبرز اهتماماته وعمل على تطويره عامًا بعد عام الأمر الذي ترتب عليه تطور واسع بشتى المجالات في المجتمع العُماني، وأسفر عنه العديد من النتائج الهامة للبلاد حيث ظهرت التنمية في العديد من الجوانب المختلفة.
وتشير معظم الأدبيات المتعلقة بالتنمية على أن التعليم يعتبر حجر الأساس في عملية التنمية، وأن نجاح التنمية في أي مجتمع من المجتمعات يعتمد اعتمادًا كبيرًا على نجاح منظومة التعليم في هذا المجتمع، وما شهده المجتمع العماني من تطور في المنظومة التعليمية لدليل بأن هناك اهتمام كبير من قبل المقام السامي في هذا المجال ، وأن هناك جهود تبذل من قبل القائمين على التعليم بالسلطنة، حيث بدأ التعليم من الصفر تقرييًا حيث كان التعليم يطبق قبل النهضة المباركة فقط في ثلاث مدارس ابتدائية عدد طلابها لا يتجاوز 909، جميعهم من الذكور، وينحصرون ما بين التمهيدي والصف السادس الابتدائي. وحسب إحصاءات الكتاب السنوي للإحصاءات التعليمية (2018/2019م )الذي تصدره وزارة التربية والتعليم بلغ عدد المدارس بالسلطنة 1149، وعدد الإداريون والفنيون في مدارس التعليم الحكومي 11103، وعدد المعلمون في مدارس التعليم الحكومي 53829، وعدد المعلمون الأوائل في مدارس التعليم الحكومي2760، وعدد المدارس المطبقة لمشروع دمج ذوي الإعاقة 162، وبلغ عدد الشُعب لفصول التهيئة لتعليم ما قبل المدرسي في المدارس الحكومية 102، وعدد المدارس التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي 1029، وعدد الشُعب في المدارس الخاصة 6634، وعدد الطلبة في المدارس الخاصة 116483. وتعمل وزارة التربية والتعليم جاهدة لتطوير سياسات التعليم، وتطوير أنظمة وآليات تقويم أداء الطلبة، وبناء وتطوير المناهج وتبني السلاسل العالمية وتصميم الكتب المدرسية، والإشراف على سير العمل في المدارس، وتقديم الدعم الفني والإداري للهيئات التدريسية والإدارية والفنية بالمدارس، وهناك العديد من المشاريع التطويرية التي تسعى وزارة التربية والتعليم لتحقيقها من أجل تلبية تطلعاتها وأهدافها المرسومة لتحقيق الجودة المطلوبة في التعليم، ومن أهم هذه المشاريع التي تبنتها الوزراة خلال الفترة القليلة الماضية: المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، مركز تقييم الأداء المدرسي، المركز الوطني للتوجيه المهني، المركز العُماني للقياس والتقويم، و مكتب تصنيف المدارس الخاصة.
أليست هذه الإحصائيات ، وهذا الجهد الذي تبذله وزارة التربية والتعليم، وهذه المشاريع التطويرية التي تنفذها الوزارة مفخرة عظيمة لكل عماني وتربوي معطاء ومخلص على أرض عُمان الحبيبة .
في النهاية نقول شكرًا لمعلمنا الأول صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد أدامك الله عزًا وفخرًا لعمان، بالفعل نحن في نعمة تستحق الثناء والشكر من الله ( وأما بنعمت ربك فحدث ) .