2024
Adsense
قصص وروايات

الحقيقة الهاربة

علياء بنت سعيد العامرية

بين الحقيقة والكِتابة يكمن  الوهم، وفي أحضان الوهم تختبئ الحقيقة.

هذي هي الحقيقة باختصار، هارِبة من كل شيء،  تُجيدُ لُعبة الإختباء بِجدارة،

إن أرادت الظهور يوما؛ غيرت ملابِسها وألوان وجهها لِكَي لا تُعرَف، ولكنها إن قَررت يوما أن تُظهِرَ وجهها لَن يُصدقها أحد.

إنها ماكِرة ومُخادِعة.

تهرب إلى قلم الكاتب، أو رُبما في أدراج شاعر، أو في أفواه الناس وقلوبهم أو… وكُلما فتش العالم عنها تخرج بوجهٍ مُريب.

لم تكن كذلك مُنذُ زَمَن، لكنهُم البَشَر غيروا لونها وألبسوها تيجان الوهم،  وأرغموها على أَن تَعيشَ هارِبة حزينة وقلقة دائما،

سكبوا على وجهها الزَيف المُحلا بالنِفاقِ والكَذِب، لم ينتبهوا لعينيها الدامعتين، ولا روحها التي تحولت إلى شضايا من شِدة الألم.

بالرغم من أنها تُحاول أن تكون جلية أمامنا إلا أن الوهم يُخفيها خلف أسواره، يمزقها حتى يحولها إلى ركام أبدي.

نحن نتعلق بالوهم، نتمسك به حتى آخر رمق، وعِندما تحاول الحقيقة إخراجنا  من غياهبه نتشبث به أكثر من ذي قبل.

الحقيقة.. يال المسكينة،لم تستطع كبح جماح روحها، ولا تجميل وجهها، ولا حتى الابتسام أمام المِرآه، لطالما تمنت الرحيل من هذه الدُنيا لكن… بلا فائدة، ستعيشُ هكذا مدى الحياة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights