اليمن.. يهزم الإمبراطورية الأمريكية

إبراهيم مجاهد صلاح
بعد أن ظهر المهرج ترامب يتوعد بتوجيه ضربة قاصمة لليمن، الذي أصر على منع السفن الإسرائيلية من العبور عبر البحر الأحمر والبحر العربي، حتى يرفع الحصار ويوقف العدوان على غزة؛ وقف اليمن كالعقاب العنيد، يخطف أوهام الأعداء بمخالب الحق، ويردد في أذن الزمان ما قالهُ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه “أمريكا قشة”.
وبرغم الغارات الجوية العدوانية التي شنّتها أمريكا على اليمن وراح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، والتي كان يظن العجوز ترامب أنها ستُخضع اليمنيين ليتنازلوا عن مواقفهم الثابتة والمبدئية تجاه إخوانهم في غزة، ويفتحوا البحر أمام السفن الإسرائيلية، فإنها لم تكن قادرة على إغلاق باب دكان لأحد المواطنين اليمنيين الأحرار، حيث تمكن اليمن بقواته المسلحة من التصدي لهذا التصعيد الأمريكي الهائل، وأثبت مرة أخرى أنه لا يمكن لأي قوة أن تُملي إرادتها على اليمن. لقد نجح اليمن في منع السفن الإسرائيلية من العبور، وأغلق مطار بن غوريون، وفشل ترامب في حماية الكيان الصهيو ني من الصواريخ اليمنية، بل عجز حتى عن تحديد مواقع إطلاقها. نعم، فشل كما فشل بايدن قبله في حماية بوارجه وحاملاته من الإستهداف اليمني الدقيق.
وخوفاً من الفضيحة عند كل صفعة تتلقاها من القوات المسلحة اليمنية، تحاول هذه الإمبراطورية الأمريكية الهزيلة، التي يخافها الخانعين والأذلاء، والتي هزمها اليمن وفشلت في تحقيق أي هدف من أهداف المعتوه ترامب، أن تُلبس فشلها قميص العذر وتزيف عجزها بأكاذيب مُمججة، فمرة تتهم إيران بتهريب السلاح لليمن، وأخرى تتهم طرفا ثالثاً لم تُفصح عنه وراء استهداف قطعها الحربية، وكأن الإرادة الفولاذية لدى اليمني تُشترى، وكأن صمود أبطال اليمن بُني على عصاً خَوارِ، لا على عقيدة تُفَتِّتُ الصخور، وإرادة تصهر الفولاذ.
اليمن لن ينكسر بفضل الله؛ لأن دماء أبنائه الأحرار لا تجري إلا نحو العلوِّ. هو اليوم بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله أصلد، أشد، وأبيَتُ على الخنوع؛ لأنه يرفض أن يعيش إلا حُراً ناصراً المستضعفين من أبناء الأمة، أو يستشهد مُبَارِزاً.
وليعلم الكافر ترامب ومن على شاكلته الذين لم يستوعبوا الصفعة من اليمن، والذين ظنوا أن اليمنيين بمجرد التهديد سترتعد فرائصهم. إن القوة الحقيقية لا تأتي من الأمور المادية والسطحية؛ بل تأتي من عقود الإيمان التي تصل الأرض بالسماء، من قلب كل شخص يمني يرى في فلسطين بلده الثاني، وفي القدس قلبه النابض، فاليمن اليوم ليس كما كان بالأمس؛ فقد أصبح جبلاً شامخاً لا تهزه الرياح، وبحراً هادراً لا ترده الأمواج، وسيظل اليمن كما يعرفه الذين حاولوا إركاعه قبلهم، وكما كتب له التاريخ” مقبرة الغزاة”، وشاهد حي على انتصار العزة على الذلة، والإيمان على الهوى، والإنسانية على الإجرام؛ لأن أبناء اليمن لا يحملون سلاحاً فحسب، بل يحملون مشاعل العزة التي لا تُطفأ برياح الخيانة،
وأنه كلما ازداد العدوان والحصار على اليمن؛ ازداد اليمن انفجاراً بالبأس. وكلما حاول أعداؤه أن يُطفئوا نوره؛ ازداد إشراقه حتى يكاد يُعمي الأبصار.
فلتصرخوا، يا أعداء الله بما تشاءوا من الأعذار، فالحق لا يُدحض بالأقاويل، وليعلم أن اليمن اليوم ليس كاليمن الأمس فقد أصبح أشد، وأصعب، وأعصى على كل من حلَّق في سمائه بأحلام الهزيمة.