سورة الرحمن: نور يضيء دروب الحياة

عمر الفهدي
سورة الرحمن ليست مجرد آيات تُتلى، بل هي رسالة عظيمة تحمل في طياتها معاني الرحمة الإلهية والعطاء اللامحدود. إنها السورة التي تجسّد الحب الإلهي والكرم الرباني، وتخاطب القلوب والعقول بلغة يملؤها الجمال والعظمة.
رحمة الله التي وسعت كل شيء
عندما نتأمل في آيات السورة، نجد أن تكرار قوله تعالى: “فبأي آلاء ربكما تكذبان” هو بمثابة نداء للإنسان ليتأمل في نعم الله التي لا تُحصى، ويعترف بفضله وإحسانه. هذه الآية توقظ فينا شعور الامتنان، وتذكّرنا بأننا محاطون بكرم الله في كل لحظة، من الهواء الذي نتنفسه، إلى النجوم التي تزين السماء، وصولاً إلى الجنة التي أعدها الله لعباده الصالحين.
سورة غيرت تفكيري
من يقرأ سورة الرحمن بتدبر، يدرك أن الحياة ليست مجرد صراعات وهموم، بل هي رحلة مليئة بالعطايا الإلهية التي ينبغي أن نتأملها ونشكر الله عليها. لقد غيّرت هذه السورة نظرتي للحياة، وجعلتني أكثر يقينًا بأن الله يُدبر الأمور بحكمة ورحمة، وأن كل محنة تحمل في طياتها منحة، وكل ضيق يعقبه فرج.
الرهبة من قدرة الله وعدله
في مواضع عدة، تصف السورة مشاهد من يوم القيامة، حيث يتجلى عدل الله في الحساب، وحقيقة الجزاء لكل إنسان. هذا التصوير المهيب يزرع في القلب خشيةً لله، ويدفعنا إلى تصحيح مسار حياتنا، والاستعداد للقاء الله بأعمال ترضيه.
سورة الرحمن.. الأقرب إلى قلبي
إنها السورة التي تهز القلب بلطف، وتعيد ترتيب الأفكار، وتبعث الطمأنينة في النفس. في لحظات الحزن، أجد فيها سلوانًا، وفي أوقات الضعف، تمدني بالقوة. سورة الرحمن ليست مجرد كلمات، إنها رسالة حب إلهية، توقظ القلوب النائمة، وترسم طريق السعادة الحقيقية.
فبأي آلاء ربكما تكذبان؟