مستشفى الرستاق ،، وقِيَم الطوارئ والحوادث
هلال بن حميد بن سيف المقبالي
تعددت الروايات وتفاوتت الكلمات واختلفت الآراء حول أداء قسم الطوارئ بين السلبي والايجابية.. وكما يقال “ما تسمعه يختلف عما تشاهده”.
وهنا لست بصدد عمل مقارنة ..ولكن سأسرد تجربتي في قسم الطوارئ بمستشفى الرستاق ..
في مساء أحد أيام الاسبوع(ليست أيام العطل) سقط أحد أبنائي من سلم المنزل.. ترتب عن ذلك بعض الرضوض والكدمات في الوجه والكتف.
توجهنا به فوراً إلى إحدى العيادات لنتفاجأ بأن عنده كسر في ساعد اليد ويحتاج الذهاب للمستشفى والتدخل الطبي.
ونحن في السيارة نتشاور أنا وزوجي .. إلى أي مستشفى نذهب .. خارج الولاية.. استبعدت مبدئياً طوارئ مستشفى الرستاق ، بما سمعته مسبقاً..!! ولكن صراخ الطفل وما يصاحبه من ألم .. لم يترك لنا حرية الإختيار .. سوى الذهاب إلى أقرب مستشفى ألا وهو مستشفى الرستاق ..
حملت إبني إلى الداخل .. والحمد لله قام حارس الأمن بفتح الباب المفلق كهريائياً.. تركت الولد على السرير وبجواره أمه..
فقام أحد الأطباء ومعه ممرضة (وافدين) يعاينان حالة إبني .. ويطلبون مني إحضار ملصق رقم الملف الطبي بسجلات المستشفى .. أحضرت لهم ذلك .. وفوراً تم توجيه إبني ، بسريره إلى قسم الأشعة .. وهنا اتضح انفصال العظم عن بعضه البعض ويحتاج إلى تدخل جراحي..
تم الاتصال بجراح العظام ..(وافد) ، دقائق معدودة حتى وصل الطبيب الجراح إلى غرفة التضميد .. وبمشاهدة الأشعة أدرك خطورة الوضع ولكن استبعد حالياً التدخل الجراحي .. ويحاول إرجاع العظم لوضعه الطبيعي ووضع الجبيرة عليه (الجبس) لعل هذه الطريقة تفي عن العملية .. وافقته على ذلك وبدأ بعمله .. وأنا أشاهد ، وطلبت أن أساعده إذا تطلب الأمر.. ولكن أحضر معه شخصين من الممرضين ومضمد (عمانيين) .. تمت الأمور كما أراد الجراح وأنهى عملية وضع الجبيرة .. وبعد أخذ الاشعة ..استبشر خيراً ..
وقال: لا داعي للتدخل الجراحي ولكن احتياطاً للأمر سيظل إبنك معنا في جناح الجراحة .. حتى نتأكد من تجانس العظم مع بعضه .. وإلا فالعملية لابد منها..
مكثنا يومين في المستشفى والأمور كما كنا نتمنى ..لم تحدث مضاعفات والجبيرة أدت العمل المراد .. وخرج الولد من المستشفى والحمد لله .. ومازالت الجبيرة تطوق ساعدة .. مع مواعيد للمتابعة..
هذا ماحدث معي في طوارئ مستشفى الرستاق.. وهنا يتضح ” أن كل ما تسمعه يختلف عما تعايشه وتشاهده على الواقع “.
إن ما لاحظتة من اهتمام لهو مفخرة لقسم الطوارئ على أدائه رغم أنني حضرت إلى القسم في الساعة التاسعه مساءً تقريباً ، وهذه فترة تبادل المناوبة المسائية.. و لعل الحظ كان حليفي ، لوجود كادر طبي كفؤ .. غير فكرة ما قد سمعته..
لم يتجاوز مكوثني في قسم الطوارئ أكثر من ساعة ونصف الساعة.. من بداية دخولي وحتى وصولي لجناح الجراحة..
لكن لفت انتباهي نقطتين فقط .وهما :
1. إغلاق الأبواب كهربائياً .. والتي أعتقد أنه لا داعي لها فهي تؤخر من الحركة ..
2. بعض الممرضين والمضمدين (عمانيين) يشاهدونك ولا يحركون ساكناً إلا بأمر الطبيب .. برغم أنك في حاجة لمساعدتهم في فتح الأبواب أو إحضار سرير أو كرسي ..(سلوك والتي أعتقد انها لا داعي لها ) ..وفي المقابل هناك من يتجه نحوك للمساعدة .
وهتين النقطتين ليستا بذات الأهمية .. مقارنة بما رأيته من حركة دؤبة ..
مقدماً الشكر لجميع من كان متواجداً في تلك الليلة..
ومقدراً مجوداتهم المبذولة ورعايتهم الملموسة ..