بين الحنين والشّوق..
فؤاد آلبوسعيدي
تساقطت دموعي..
تكسّرت أنفاسي..
وتكالبت عليّ كل الذكريات..
بين الحنين والشوق..
أنظر إلى أيامٍ وسنينٍ مضت..
فصول يُسارعُ رَكبُها نبضاتي..
ومواسمٌ تُوالي مشاهدات غابرة..
مشاعر تتعالى فوق أوردتي..
مواسم تمضي لن تعود..
تلك فصولٌ مرت بيننا..
كأوراق شجرٍ مبعثرة..
قسوة إختفاءٍ وضياع..
خريفٌ مضى ولن يعود..
تساقطت أوراقه..
كأرثـاثَ أثْـوِبة
نُزِعت عن جسد الفقير..
ولم يبقى سوى صورتها الجميلة..
مضت كخريفٌ هارب..
فنُزِعت عني الأحاسيس،
وغادرتني بعد إفتتاني..
ككلّ الأصدقاء رحلت..
وقبل أن يبدأ اللقاء،
غادرت ولم تكرم ظمئي،
فأين الشراب والدواء..
إغتالوا حلمي الجميل..
وتُرِكتُ بين ليلٍ طويل،
وسهادٍ لا ينتهي..
فأين هي أنفاس الصّباح..
هاجرت قلبي..
كأوراق خريفٍ لن تعود..
فأين أنتِ يا حبيبتي..
جفّت مني الدموع،
قبل أن يبدأ اللقاء..
فمن يُخلِّني في ليلي،
وسهري بلا نجوم المساء..
رحلت وذهبت دون لحظة وداع..
فمن يعيد لي الفرح..
زاد الحنين،
وقد بدأ الانقطاع..
رحلت فأين ألاقيها..
والوصل ذاب وخان الوداع..
فأين ألاقيها..
قربها أضحى وهماً بلا دواء..
وخيالها بات يسكن مُخّي،
حتّى حدود هذا النُّخاع..
رحلت صديقتي وحبيبتي..
فأين الخليل يأتيني بالفرح والصّفاء..
فيا نجوم السماء..
كوني لي بوصلة تريني طريقها..
كوني لي كنجم سهيل،
تأخذينني إلى سبيلها،
فقد أضحت عيناي دونها عمياء..
ولست أدرك طريقها،
فوصلها بات سرابٍ وشقاء..