2024
Adsense
مقالات صحفية

فاطمة العطاء

عفراء المياحية

إلى أُستاذة الجميع: فاطمة بنت ناصر البحرية
السلام عليكِ أينما كنتِ،،

أدعوا الله أن يُبشرك بالخيرِ العظيم، والعطاء الجزيل الكريم.

أكتبُ الآن بلسانِ كُل من عَلّمتيهِ حرفا من كتاب الله، وصار لكِ شُكرا وحُسناً وحُباً.

أكتبُ بلسانِ ذلك الطفل الذي استطاع أن ينطقَ حرفيّ الخاء والقاف، بعدما كان يُعاني من صعوبةِ نطق حروف الحلق، وذاك الطفل الذي استطاع أن يُميّز بين حرفيّ السين والزاء لكونهما من حروف الصفير، وأكتبُ نيابةً عن الأخوات التي استطاعت احداهنّ أن تفرّق بين مد اللين و البدل بسهولة تامة، والأخرى التي استطاعت أن تتخلص من الخيشمة في المدود، وتلك التي استطاعت أن تُظهرَ الهمس والشدة في حرف الكاف، وهناك من أحكمت ترقيق حرف الراء- رغم أنّنا جميعا نقرأُ ونكتب منذُ زمن طويل-، وأكتبُ عن تِلكم الأمهات، فمنهن من استطاعت أن تقرأَ سورة الفلق بإحكام التجويد في كل حرف من حروفها بالرغم من كونها أُميّة، وهناك من أتقنت القلقلة من سورةِ المسدِ، والأُخرى التي استطاعت أن تمدّ كلمة – ولا الضآلين – بالمد الصحيح في كل صلاة وخشوع!
فأيّ عطاء هذا، يا مُذهلة العطاء؟؟؟

توجد على شفاه ِكل اللذين لامسوا تعليمكِ همسات لطيفة، وكلمات شكر وعرفان عالقة لم يحدثّوك بها، بالرغم من الإنجذاب الروحي والامتنان الذي يوجد بداوخلهم نحوكِ.

فجزاكِ الله عنّا خير جزاء، يا نجمة لامعةً في سماءِ العوابي..

لا أعلم كيف بدأت فكرة تعليمك التي أذهلت الجميع، فأنا مُذهلة مثلهم تماما، ولكن أعتقد أنها كانت مجرد فكرة تزورك بين فينة وأُخرى، إلا أنها أضحت حقيقة ملموسة قريبة من الجميع والحمدلله رب العالمين.

فقرائتكِ النيّرة للقرآن الكريم، وتعليمك المهذّب للجميع، يزداد بنا نورا وضياءً وخشوعا، فثمة تأمل وجمال لمدرسةٍ صغيرة ذات شقوق مُبَاركة، جُدرانها مليئة بالأحرفِ العربية، وهوائها يضجّ بترتيلِ القرآن، وحيطانها مُمتلئة بأوراق أحكام التجويد والتعليم. أمّا منظر خارجها فهو جميلٌ للغاية، وأنا أرى السيارات تتزاحم الى مدرستك صباحا ومساء، فمنهم من يوصل زوجته، وهناك من توصل أولادها، والآخر الذي ينتظر أبناء أُخته، والعمة التي تُوصِل بنات أخيها، والصحبة الصالحة التي تذهب معا إلى هُنـاك، فأصبحتِ المكسب الكبير لسماءِ وأرض العوابي التي تتفاخر به في كل حين، فجزيلِ شُكرنا وامتنانا لما صَنعتيه لنا من علمٍ ومعرفة لأعظم كتاب الله – فنسأل الله جميعا أن يفتحَ عليكِ دروب الخير والبركة بإذن الله-.

أنتِ الساعية بلا كلل في سبيل النهوض والرقي بمدرسة القرآن الكريم بكل عُلومها، والباذلة كل وقتها وجهدها وطاقتها في العنايةِ بأبنائها وأمهاتها، فمبارك لكِ يا قوية المُبادرة، عالية الطموح أن فتح الله عليك وأنار بصيرتك في همتك العظيمة، ومُبارك لأُمكِ وأبيكِ أن بَذلا في تربيتكِ لِتُـصبحي قدوة الصغير والكبير، القريب والبعيد، الصديق والغريب.

تذكري بأنك سعيتِ من أجل الجميع، من أجل أبنائك الصغار، وأخواتك، وأمهاتك الكبار، وأن سَعيك كان ولا زال مشكورا محمودا مأثورا.

زادك الله بسطة في العلمِ والعُمر والرزق والحلال بإذن الله، وحقق لكِ طموحاتك المنتظرة.

كوني بخير دائما، من أجلنا جميعا،،

من أجل رُقي أفكارنا وقلوبنا،،
من أجلِ أطفالنا وأُمهاتنا،،
من أجلِ الصراط المستقيم ،،

{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153]

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights