كيف نحقق العمل بكفاءة وجودة عالية..؟

محمد بن حمد المعولي
العمل بكفاءة وجودة هو هدف رئيسي تسعى إليه مختلف المؤسسات والقطاعات المختلفة، إضافة إلى كثير من الأشخاص المحترفين المنخرطين في أعمال متنوعة؛ فهم أيضاً يجاهدون من أجل تحقيق العمل بكفاءة وجودة عالية. وللوصول إلى الرضى التام ونحقق الكفاءة والجودة معا؛ فإننا نحتاج إلى عدة عوامل وتقنيات ومهارات شخصية لنصل إلى مستوى مرضي من الكفاءة والجودة العالية. وفي هذا المقال سوف نتحدث بإيجاز عن بعض العوامل الأساسية التي تساعد في تحسين الكفاءة لدى العاملين ورفع الجودة في العمل لدى المؤسسات المختلفة.
هذا، ولقد عرف خبراء الإدارة على أن الكفاءة دائماً ما ترتبط بإنجاز عمل ما يكون مكتملا وخاليا من العيوب وليس فيه نقص؛ وذلك باستخدام أقل قدر من المواد المتاحة، مثل المال والوقت والموارد المادية الأخرى، أما الجودة؛ فهي تحقيق الأهداف المرجوة وفق أعلى المعايير والمقاييس التنظيمية المحددة مسبقاً من قبل المنظمة المختصة. وتعتبر الكفاءة والجودة عنصرين مكملان لبعضهما بعضاً؛ فالكفاءة تعني إستخدام الموارد بشكل فعال، وفي المقابل الجودة تضمن نتائج فائقة القيمة.
ولرفع الكفاءة لدى العاملين بأي مؤسسة كانت؛ فلا بد من التركيز على عدة عوامل وإستراتيجيات معينة وضعها خبراء الإدارة وتم تفعيلها في منظمات ومؤسسات مختلفة، وقد أتت بنتائج هائلة ومبهرة، ومن هذه الإستراتيجيات ما يلي:
الأسس النفسية: تعد العوامل النفسية كالتركيز من العوامل الرئيسة في رفع الكفاءة في العمل، وقد كتب أحد المختصين في علم الإدارة إلى أن العمل بفعالية يتطلب وجود توازن بين القدرة على التركيز على المهام وإنجازها في الوقت المحدد وبين القدرة على الابتكار والمرونة في مواجهة التحديات. ومن جانب آخر يؤكد علماء النفس التنظيمي أن التحفيز الداخلي والخارجي يشكل دافعًا رئيسيًا لتحقيق الأهداف بكفاءة وجودة. ووفقًا لبعض النظريات فإن الأفراد الذين يشعرون بالتحفيز الداخلي والقدرة على التحكم في عملهم يميلون إلى تحقيق نتائج عالية الجودة.
القيادة ودورها في تحسين الكفاءة وتحقيق الجودة:
إن نوعية القيادة تؤثر بشكل كبير وتسهم في رفع الكفاءة والجودة في العمل؛ حيث أن القيادة التي تشجع على الإبداع في العمل والتخلي عن النمط الروتيني تساعد بشكل كبير في رفع الكفاءة لدى العاملين، كما أن لبيئة العمل المحفزة والواضحة الأهداف تعزز من قدرة فريق العمل على تحقيق نتائج عالية الجودة. كذلك التدريب وتطوير المهارات. كل ذلك يعزز من قدرة فريق العمل على تحقسق نتائج عالية الجودة.
تعزيز الثقة في العاملين: إن إعطاء الثقة لدى فريق العمل بالمؤسسة تعتبر من أهم القيم التي ترفع من الكفاءة لدى فريق العمل، فوجود ثقة متبادلة بين القيادة والعاملين يحسن الأداء لدى الفريق، كما أن التواصل المباشر وإفساح المجال للنقاشات الجماعية والفردية بين العاملين والإجتماعات الدورية والإستماع لوجهات النظر المتباينة بين أعضاء فريق العمل وإيجاد الحلول الوسطية العملية والمرضية لجميع أعضاء فريق العمل تخلق بيئة عمل متجانسة ومتعاونه؛ مما تحقق أعلى النتائج الإيجابية كفاءة وجودة.
تعزيز الشعور بالإنتماء والولاء: كذلك فإن تعزيز الإنتماء للمؤسسة أحد أهم العوامل؛ وذلك من خلال اللقاءات المباشرة مع العاملين ومشاركتهم في المناسبات الإجتماعية يقود إلى تعزيز الإنتماء لديهم؛ وبذلك يجعلهم أكثر رغبة في تقديم أقصى درجات الكفاءة في العمل.
تحفيز المجيدين: يعد تحفيز المجيدين وتكريمهم مادياً ومعنوياً أحد الأدوات لرفع الكفاءة وتحقيق الجودة في العمل، إذ لا بد من تحفيز العامل المجد والمتميز في عمله من قبل القيادة في المؤسسة؛ إذ يعتبر هذا التحفيز دافعاً له للإستمرارية وبذل جهود مضاعفة، كما يشعره بالرضا الشخصي التام إتجاه المؤسسة أو المنظمة.