يوسف بن سالم الحميدي
لا تلق اللوم على صدق مشاعري، فأنا لا أملك التحكم بها ولا أستطيع أن أضع حداً لفيضها.
المشاعر يا ناكرة الجميل، هي الحقيقة الوحيدة التي لا تعرف الأقنعة، هي صوت القلب الذي يصرخ في صمت الحياة، وهي نبض الروح الذي يكتب على صفحات الأيام دون إذن.
فكيف ألوم نفسي على صدقٍ ينبض في داخلي دون أن أستطيع إسكاته؟
حين أحببت، أحببتك بكل ذرة في كياني، بكل شغفٍ يلامس السماء ويرتدُّ إلى الأرض، بكل صدقٍ يعرّي الروح من زيف العالم.
لم أختر أن أُحبك بهذا العمق، ولكن كيف أقاوم تلك الجاذبية التي كانت تجذبني إليك؟
كل كلمة منك كانت تأخذني إلى عوالم لم أكن أعلم بوجودها.
كل نظرة منك كانت كالشمس تشرق على قلبي وتُحيي فيه الحياة من جديد.
أنا لن ألومك لأنك لم تفهم صدقي، فأحياناً الصدق مرعب بالنسبة لك.
هو ذلك المرآة التي تعكس ما نخاف أن نواجهه، تلك الحافة الحادة التي تجرح، لكنها تفتح أبواباً نحو النقاء.
ولكن، رجاءً، لا تلوميني على مشاعر لم أغرسها عمداً في قلبي.
هي كزهرة نبتت في أرض عطشى، تحاول أن تجد طريقها إلى النور دون أن تسأل إن كان ذلك النور سيرويها أم سيحرقها وبالفعل وللأسف احترقت زهرة الحب.
كل حرف كتبته، وكل دمعة سقطت من عيني، هي شاهد على صدقي.
أعلم أن العالم يمجد الأقوياء الذين يخفون مشاعرهم ويضعون قلوبهم في أقفاص حديدية، ولكني وللأسف أخترت أن أكون ضعيفاً أمامك، أن أكون أنا، بكل ما فيَّ من حبٍ، وخوفٍ، وشغفٍ.
أتعلمين لماذا؟
لأن الصدق هو ما يجعلنا بشراً،
هو ما يربطنا بأرواحنا وبمن نحب.
لا تلوميني إذا أخبرتك أنني كنت أشتاق إليك حتى وأنت معي، أنني أبحث عنك في كل مكان وكأن قلبي لا يكتفي بوجودك فقط، بل يريد أن يكتشفك مرة تلو الأخرى.
لا تلوميني إذا كنت أراك في قصائد الحب وأسمع صوتك في أغاني العاشقين.
كنت أنت أكثر من مجرد شخص في حياتي،
أنت فكرة، أنت حالة،
أنت قصيدة كنت أعيشها كل يوم.
فهل ستفهم يوماً أنني كنت لا أستطيع أن أكون غير صادقٍ معك؟
لأنك كنت لست كأي أحد،
ولأن مشاعري نحوك ليست كأي مشاعر.
هي صافية، وحقيقية،
وعميقة لدرجة تجعلني أخشى أن تضيع في زحام العالم وها أنت ضعت.
لذا، لا تلوميني، لأنني بكل بساطة كنت أحبك بصدقٍ لا يعرف الزيف، وبقلبٍ لا يعرف الخيانة.
