حين يصبح المستحيل ممكنًا .. هل أنت مستعد لتغيير المعادلة؟
خلف بن سليمان البحري
تأمَّل للحظة عالمًا لا تحدّه قيود ولا تسوّره مستحيلات. عالمًا تذوب فيه الحواجز، فلا حدود تقف في وجه طموحاتك، ولا سقف يحجب أحلامك عن التحليق. كل فكرة تخطر في بالك تتحوّل إلى حقيقة، وكل حلم يولد في خيالك يجد طريقه إلى النور. كيف سيكون هذا الشعور؟ أن تتحرّر من سجن المستحيل، لتكتشف أنك قادر على تشكيل عالمك كما تريد.
قد يبدو هذا المشهد ضربًا من الخيال، لكنه ليس كذلك. “المستحيل” ليس إلا قيدًا نصنعه نحن بأيدينا، نتشبّث به حتى يصبح واقعًا نحياه. ولكن ماذا لو قررنا أن نكسر هذه القيود، أن ننظر إلى الحياة بعيون مختلفة، ونؤمن بأننا قادرون على إعادة تعريف الممكن؟
في عالم الإدارة، اعتدنا القوالب الجامدة والأنماط المألوفة. طرق العمل التقليدية والقرارات التي تُتخذ ضمن إطار محدود. لكن، ماذا لو قررنا تجاوز ذلك؟ ماذا لو كانت الإدارة تعني أكثر من مجرد إنجاز المهام؟ أن تكون أداة تُطلق العقول وتُلهب الإبداع؟ ماذا لو أصبحت قيمتنا الحقيقية تُقاس بما نقدمه من أثرٍ عميق على الواقع؟
تخيَّل لو اختفت القيود التي تكبّل أحلامنا. عالمًا لا تحدّنا فيه مخاوف الفشل ولا تعوقنا القيود المفروضة. حينها، ستتحوّل الحياة إلى ساحة مليئة بالفرص، ينتظر كل فرد فيها أن يُبرز أفضل ما لديه. سيكون هذا العالم أجمل وأكثر إشراقًا، أليس كذلك؟
ولكن، لنكن صادقين. التغيير يبدأ من الداخل، من ذلك الإيمان العميق بأننا نحن من نصنع المستقبل. ليست المسألة في الإمكانيات المتاحة فقط، بل في قدرتنا على تحويل هذه الإمكانيات إلى واقع. كل إنجاز عظيم بدأ بحلم، وكل ابتكار غيّر وجه العالم كان يومًا مجرد فكرة في ذهن شخص آمن بقدرته على التغيير.
لنتأمل الأمثلة. هل كان اختراع الطائرة سوى تحدٍّ للمستحيل؟ وهل كان اكتشاف الضوء سوى حلم جرؤ صاحبه على السعي لتحويله إلى حقيقة؟ الفرق بين هؤلاء وبين الآخرين هو الإيمان بالقدرة على تحقيق ما يبدو مستحيلًا، والشجاعة لاتخاذ الخطوة الأولى رغم كل العقبات.
لكن هذا الطريق ليس سهلًا. ستواجه عقبات، وستتعثر في خطواتك. قد تشعر بالضعف، وقد تسكنك لحظات من الشك. إلا أن كل عقبة هي فرصة خفية. كل فشل هو درس جديد يُضيف إلى رصيدك من القوة.
وحين تقرأ هذه الكلمات الآن، أودّ أن أخبرك بشيء: قد تكون هذه اللحظة نقطة تحول في حياتك. قد تكون بداية لمسار جديد، لحلم لطالما خفي خلف مخاوفك، ينتظر منك أن تمد يدك إليه.
المستحيل ليس عقبة، بل بوابة. مفتاحها في إيمانك، وأنت وحدك القادر على فتحها. حين يصبح المستحيل ممكنًا، السؤال الحقيقي هو: هل ستكون أنت من يتخذ الخطوة الأولى؟