دونالد ترامب: المسمار الأخير في نعش الولايات المتحدة الأمريكية؟
عمر الفهدي
منذ لحظة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، أثار دونالد ترامب جدلاً واسعاً، بتصريحاته الجريئة ووعوده المثيرة للجدل، فقد أعلن ترامب عن نيته طرد المهاجرين المكسيكيين، وفرض ضرائب جمركية مشددة على التجارة بين الدول، وحتى حديثه عن تحويل بحر المكسيك إلى “بحر أمريكا”. هذه القرارات والتوجهات أثارت تساؤلات عميقة حول مستقبل السياسة الأمريكية، ومدى تأثيرها على الداخل والخارج.
سياسة المواجهة والصدام
إن السياسة التي تبناها ترامب قائمة على المواجهة المباشرة، سواء مع الدول المجاورة مثل كندا والمكسيك، أو مع الحلفاء التقليديين في أوروبا والخليج العربي، بدا وكأن ترامب يهدف إلى إعادة رسم الخريطة السياسية والاقتصادية للعالم، ولكن بأسلوب يفتقر إلى الحكمة والاتزان، هذه السياسة أثقلت كاهل الولايات المتحدة وأدخلتها في صراعات جديدة بدلاً من تعزيز مكانتها العالمية.
تحديات السنوات القادمة
في اعتقادي، ترامب سيواجه الكثير من العقبات خلال السنوات الأربع القادمة، سيجد صعوبة في تحقيق وعوده الكبيرة، نظراً لتعقيد النظام السياسي الأمريكي والمقاومة الشديدة من المؤسسات والدول الأخرى، بل من غير المستبعد أن يواجه أزمات سياسية قد تهدد استمراره في البيت الأبيض، خاصة مع تصاعد المعارضة الداخلية والخارجية لسياساته.
الخليج العربي: هل سيعيد ترامب حلبه؟
من المعروف أن ترامب اعتمد سياسة الابتزاز المالي تجاه دول الخليج العربي، مستخدماً شعارات مثل “الحماية مقابل المال”. لكن هذه السياسة لن تيُكتب لها النجاح في المستقبل بنفس السهولة، إذ إن العالم يتغير، ومصالح الدول أصبحت أكثر وعياً وقدرة على المقاومة. قد تتحول محاولات الابتزاز هذه إلى كرة ثلج تكبر شيئاً فشيئاً، لتنتهي بانفجار يُطيح بوجه السياسة الأمريكية.
إلى أين يا ترامب؟
ترامب يمضي في طريق محفوف بالمخاطر، حيث يبدو وكأنه يقود الولايات المتحدة نحو عزلة دولية وصدامات غير محسوبة العواقب، قد يكون هذا النهج هو المسمار الأخير في نعش الهيمنة الأمريكية إذا استمر بنفس الوتيرة.
في الختام
نسأل الله أن يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ أوطاننا من عبث العابثين وأطماع الطامعين. إنّ العالم بحاجة إلى السلام والاستقرار، وليس إلى سياسات تُغذّي التوتر والاضطراب. والله خير الحافظين.