2025
Adsense
مقالات صحفية

فلسطين عرين الشهداء وقبلة المآذن

 ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

فلسطين هي الحب ونحن منها وهي منا ما كبّر المجاهد في ساحات الوغى ونصب للأعداء الكمائن. آهٍ يا زهرة المدائن، يا عرين الشهداء وقبلة المآذن.

ظن الأعداء أنهم ظفروا بكِ، ولكن هيهات هيهات لما يظنون؛ فأنتِ كما قالت تلك الفلسطينية المؤمنة للأعداء: “هم العابرون، ونحن الباقون ما بقي فينا الزعتر والزيتون”.

كم من أسرة استشهدت كلها ولم يبق منها إلا طفلٌ واحد، أظلمت به السبل فالتمس نور القرآن يستأنس به، ويرقى مع كل آيةٍ يرتلها محلقًا فوق كل المحن ناجيًا من كل الفتن.

ليتني مع أهل غزة تسمو بي الهمة معهم؛ لأبلغ القمة وأفرح لفرحهم وأواسيهم في مصابهم، ليتني هناك لأقبل رؤوس الشعب الصامد وجباه المجاهدين وأحتضن الأطفال الصامدين.

كم تعلمتُ من أطفالهم الصبر، ورأيتُ في نساء غزة العفة والإخلاص والحرص على الستر، وكم تعلمت من شيوخهم الرضا بالقدر في السر والجهر، ومن المجاهدين الثبات المحقق للنصر.

تُهدم فوق رؤوسهم البيوت والمباني الشاهقة؛ فيخرج الواحد منهم من تحت الأنقاض معفرًا بالتراب وكأنما أُخرج من قبر؛ فيقول “صابرًا محتسبًا يا الله خذ من دمائنا وأرواحنا حتى ترضى”. لم يلتفتوا للحرمان ولم يثنهم عن التمسك بأرضهم الحصار ولا الخذلان.

تكالبت عليهم الدنيا بأسرها وأحاطت بهم نيران الحرب من كل حدب وصوب، يقرع طبولها أعداء الإسلام وأنصار الشيطان، ولكن معية الرحمٰن وجنوده التي لا يعلمها إلا هو كانت تقاتل مع أهل الصبر والإيمان.

وتثبت أنصار الله من كل بقعة ومكان من فلسطين ولبنان والعراق واليمن وإيران، ولا ينكر فضلهم إلا منافق وفتان ومتصهين وخوان.

ولي في غزة أحبة تجمعني بهم علاقات قديمة وارتباط بالبقعة والمكان، وكم تتوق النفس للصلاة في المسجد الأقصى والقدس، وأرجو من الله أن يتحقق ذلك.

كيف لا وغزة دافعت عن شرف الأمة وحدها، وسطر شعبها ملحمة الصبر والتحمل فداءً للمسجد الأقصى والمقدسات في وقت كانت هي في أمس الحاجة للمساعدة والمساندة من الأشقاء العرب ومن كل المسلمين؛ إلا أن الخذلان لم يضرهم كما قال رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم فطوبى للصابرين وللمحاهدين، ولا شك أن غزة هي روح فلسطين وقلبه النابض مع الضفة وجِنين وكل حُرٍ في أرض فلسطين.

والنصر آتٍ لا محالة حتى يوم التحرير الأكبر ، وعدٌ من الله لا شك فيه، وقد لاحت في الأفق آيات الزوال لهذا الكيان وأتت البشريات تتوالى بتحقيق النصر المؤزر.

وختامًا أقولُ معبرًا عن حبي لفلسطين:

فلسطينُ الأبيةُ أنتِ داري

وحُبُكِ في فؤادي وفي قراري

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights