محيط الفقه: معاني وأسرار الصلاة وسورة البقرة
وداد بنت عبدالله الجابرية
نغوص في أعماق الفقه ونتعلم من قول العزيز: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}- [سورة البقرة: 2].
أنزل الله تعالى كتابه العزيز لهداية البشرية وتعلم الفقه والأحكام والشريعة، ولكن هيهات لمن يعيش مع كتاب ربه؛ فنحن الآن أصبحنا في عصر التطورات نعيش ملذات الدنيا، وكأننا نحل يحلّق بين الأزهار من هنا إلى هناك، أي من فتنة لفتنة، وكل فتنة تكون ألذ من الأولى، والله تعالى حذر ونبه عباده، ولكن الشيطان والنفس هما من أفسدا معيشتهم.
لنغوص في الصلاة الإبراهيمية التي جعلها الله تعالى تفريجًا للهموم والغموم؛ فمن عاش فيها، فرج الله همه ورزقه من حيث لا يحتسب، والصلاة على النبي جعلها الله تعالى شفاعة للعبد؛ فكم من ثواب ناله العبد، وكم من نعيم رزق به؟
هناك العديد من القصص التي تحدثوا عنها أصحابها، فكم من تمنى ونال ما تمناه بفضل الله تعالى، ومن ثم فضل الصلاة الإبراهيمية.
لنأخذ شهيقًا وبعدها زفيرًا لنبدأ في الغوص للحصول على اللؤلؤة الأولى: “اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”. «أنا شخص عاطل عن العمل وعندي هموم، فداومت على الصلاة الإبراهيمية، والله بعد أيام قليلة، زالت الهموم ورزقني الله بوظيفة». فعطاء الله لا تحدده الأيام ولا الساعات، تقول إحداهن: «لزمت الصلاة على النبي، في أقل من ربع الساعة؛ فأكرمني الله بما أتمناه»
لنغوص مرة أخرى للبحث عن اللؤلؤة الثانية في الكتاب العزيز الحميد، الذي هو الرزاق ذو القوة المتين، الوهاب؛ لنغوص في أعماق سورة البقرة، التي جعلها بركة وتيسيرًا وشفاعة، وأميرًا على القوم الذين يقرؤونها، ومبطلًا للسحر وحافظة؛ سورة البقرة جعلها الله تعالى الشافية والمنجية؛ فكم من عبد حارب شيطان الإنس والجن بفضل سورة البقرة، وكم من قصص تروى الآن في زماننا بفضل هذه السورة العظيمة.
لنبدأ العيش مع هذه القصة: «رغبت في حياة خاصة أعيش فيها بكل حب، فرزقني الله تعالى على قدر نيتي وتزوجتك، وعشت مع زوجتي بكل حب، ورزقني الله منها الأطفال، لنعيش في نعيم؛ ولكن، هذا النعيم حاصرته الحقد والحسد ونظرات الغيرة وبينما انتهيت من بناء منزلي، لأنتقل فيه أنا وعائلتي الصغيرة، شعرت بعدم الرغبة وتغير حالي من الأفضل إلى الأسوأ؛ فقررت البدء بتلاوة سورة البقرة. جلست في صالة المنزل وبدأت تلاوتها، وكل يوم أنظر إلى جدار الصالة، وإذا بشق يكبر يومًا بعد يوم؛ أخبرت أحد العمال ليرى سبب الشق، فطلب مني أن يهدم الجدار ليرى ما بداخله، وفعلاً هدم الجدار، وإذا بسحر وُضع لنا عندما كان يبنى المنزل».
هنا نحن الآن نختتم سلسلة محيط الفقه بلؤلؤتين حصلنا عليهما مجانًا؛ فمن حافظ عليهما ملك الدنيا والآخرة، ونال ثوابها وبركتها، ورُزق من حيث لا يحتسب.