ذكرى العاشر من يناير بين الأمل والألم
هلال بن حميد بن سيف المقبالي
h.h.s.muq@gmail.com
ليس من الشعب العُماني أو المقيمين في سلطنة عُمان ينسى، أو لا يتذكر يوم العاشر من يناير من عام 2020م، ذلك اليوم الذي امتزجت فيه أرض عُمان بدموع السماء ودموع البشر، يومٌ جمع بين الأمل القادم والألم لفراق دائم.
العاشر من يناير يوم من التاريخ العُماني، والذي يُصادف بعده من كل عام يوم النهضة المتجددة، يوم تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله مقاليد الحكم في عُمان وهو الحادي عشر من يناير، متحملًا جلالته أيده الله مسؤولية البلاد والعباد، والذي بدوره حرص كل الحرص على أن تظل عُمان في مكانتها البارزة والمرموقة والعالية بين الدول، مثلما كانت عليه منذ الأزل.
لقد سعى السلطان هيثم بخطوات ثابتة وحثيثة منذ توليه زمام أمور البلاد؛ فكان نظره البعيد في رقيّ عُمان وتطورها، وازدهارها، وغايته مواصلة مسيرة الخير والنماء والبناء لعُمان وشعبها، رغم الظروف المالية والاقتصادية التي كانت عليها، والإغلاق العالمي الذي مر على جميع دول العالم من جراء جائحة كوفيد 19(كرونا)، والتي أثرت تأثيرًا كبيرًا في اقتصاد الدول بسبب الإغلاق التجاري، فرغم تلك الصعوبات والمعوقات فعُمان ولله الحمد بقيادة السلطان هيثم حفظه الله تخطت ما لم تقدر على تخطيه دول عظمى في هذا الجانب، واستمرت مسيرة النهضة بثبات الواثق من قدراته وامكانياته، وكان الشعب بيد القائد لتحقيق ذلك واستمرارية النهضة العُمانية بعهد وفكر جديد، مكملة مسارها بكل ثبات واتزان لمسار النهضة التي قامت عام 1970 بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه.
ابتدأ الأمل بالعهد الجديد ليحيا في نفوس الشعب العُماني، ويكونوا مستعدين لنهضة متجددة، محافظين على رفع راية عُمان العظيمة عاليًا، متمسكين ومتماسكين بقيمهم ومبادئهم، والتي هي مضرب الأمثال في جميع الدول، وها هي الخمس سنوات مرت من عمر النهصة المتجددة بقدرات وامكانيات أقوى من السابق وبطموح قائد وهمة شعب.
لا يمر يوم العاشر من يناير على الشعب العُماني؛ إلا مستذكرين ذلك الألم والحزن العميق الذي عاشوه بفقد جلل عزيز عليهم رسخ مجده في ذاكرتهم، فلا تمحوه السنين ولا الأزمان؛ إنه أعز الرجال وأنقاهم وأب الشعب، وملهمهم وسلطانهم، السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مستذكرين كل لحظة من لحظات ذلك السلطان، الذي نقل سلطنة عُمان خلال فترة زمنية لا تتعدى الخمسين عامًا من ظلمات الجهل والحرمان إلى نور العلم والحريات.
يتذكر الجميع الذين عايشوا تلك الفترة كيف كانت عُمان قبله وكيف أصبحت في عهده، فلا وجه للمقارنة إطلاقًا، أصبح لكل شيء دور هام ومهم في بناء عُمان؛ في مجالات التنمية والبيئة، والمجالات العلمية، والعملية، والمجتمعية والاقتصادية.
رغم مرور خمسة أعوام من رحيل السلطان قابوس -طيب الله ثراه- إلا أن ملامح الحزن والألم تطغى عندما تأتي أي مناسبة كان له فيها مكان وذكرى، خمسين عامًا ملأ قلوب الشعب حبًا وتلاحمًا، فماذا عساه أن يقدم هذا الشعب لذلك القائد السخي الوفي رحمة الله عليه، غير الذكرى بما أوعد وأنجز، والدعاء له.
إن العاشر من يناير حدث مهم في التاريخ العُماني، وفي كيان المواطن والمجتمع العُماني؛ فهذا التاريخ جمع بين الأمل والألم..
الأمل.. في النهضة المتجددة بقيادة السلطان هيثم حفظه الله، والألم.. على فقد أب الشعب وحبيبهم السلطان الراحل قابوس -طيب الله ثراه-، الذي كان معهم مرافقًا لهم طيلة خمسين عامًا.