ناصر الغيلاني: رحلة شاعرية بين المحلية والعالمية
فكرة وحوار – عبدالله بن سعود الحكماني
شاعر وكاتب ومهتم بالموروث الشعبي العماني
ضيفنا/ الشاعر الكبير والمبدع جدًا، الغني عن التعريف، شاعر العرب ناصر بن خميس الغيلاني
(شارك في الكثير من المسابقات المحلية والدولية وحاز على مراكز متقدمة، أبرزها وأشهرها مسابقة شاعر العرب التي حاز فيها على هذا اللقب من بين أكبر الشعراء على مستوى الخليج والجزيرة العربية ككل. تليها مسابقات كثيرة كشاعر المليون وجائزة سويحان بدولة الإمارات، ومراكز متقدمة عديدة على مستوى السلطنة، إضافة إلى عضويته في تحكيم مسابقات شعرية كثيرة).
س1: بعد التحية والسلام، مسيرة حافلة بالإنجازات الشعرية خلال ربع قرن أو يزيد لك شاعرنا وأستاذنا أبو عمر، وهذا ما أثار فضولنا لمعرفة ما قبل هذه المسيرة الشعرية وكيف تكونت؟
ج1: مرحبا شاعرنا وأستاذنا عبدالله سعود، أولاً شاكر استضافتك لنا ومقدمتك المميزة التي نتمنى أن نكون قد الثقة. بالنسبة لجواب سؤالك، كنت متأثر بالبيئة المحيطة بي ومن ثم تدرجت بحكم الدراسة والاحتكاك بتجارب شعرية أكثر خبرة سواء في السلطنة أو خارجها. دخلت عالم المسابقات الشعرية المحلية ومن ثم البرامج الشعرية في تلفزيون عمان، والنشر من خلال الصحف والمجلات، ومن ثم الانطلاقة الخليجية والمشاركة في عدة برامج شعرية كبيرة مثل شاعر العرب وشاعر المليون وغيرها من المسابقات. الحمد لله، كانت تجارب مرضية بالنسبة لي.
س2: مشاركات كثيرة ومشرفة لا ندري من أين سنبدأها، ولكن نود أن تحدثنا عنها بالمجمل ومن أي زاوية تحب وترغب؟
ج2: نفس الجواب على السؤال الأول، مسابقات شعرية هنا في السلطنة وفي الخليج، وأغلبها حصلت فيها على مراكز متقدمة وألقاب إقليمية مثل شاعر العرب في نسخته الثالثة سنة 2011 وخليجية مثل مسابقة سويحان لوصف الهجن سنة 2014 برعاية من صاحب السمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله. كذلك مسابقات مهرجان الشعر العماني والمنتدى الأدبي والملتقى الأدبي، وحصولي على المراكز الأولى فيها، وهذا بفضل الله وتوفيق منه.
س3: برأيك، هل المسابقات الشعرية خدمت الشعر والشاعر؟ أو بمعنى آخر، ما أثر هذه المسابقات على الشعر والشاعر، وبالذات هنا نقصد مسابقات الشعر الشعبي؟
ج3: أكيد أفادت الشعر وخدمته وقدمت الكثير، خصوصًا للشعراء. أما بالنسبة للأثر، فهي مثل الفلتر الذي يحاول أن يميز الغث من السمين. كانت هناك مدارس شعرية ثقّفت الشعراء وجعلتهم يخرجون من دائرة المحلية إلى الإقليمية. هنا تكمن فائدة هذه البرامج، فهي سلطت الضوء عليهم وأصبحوا نجومًا يُشار إليهم بالبنان.
س4: من خلال قراءتي لمعظم نصوصك المنشورة، أراك تركز على القصيدة التي تهتم بالصور الشعرية دون أن تمس بالمعنى والإحساس، ولكن لم تكتب النص الغامض أو السوريالي ولم تكتب النص التقليدي الذي لا يعير اهتمامًا للصور الشعرية. لو أفدتنا في هذا الجانب الفني حول كتابة النص؟
ج4: هذا توجه أو أسلوب يمكن لا إرادي، بدون تعمد أو تركيز على مدرسة معينة. فأنا من عشاق العذوبة والجزالة، ومنتصر للتجديد على مستوى الصورة على أقل تقدير.
س5: شاركت في عضوية تحكيم الكثير من المسابقات الشعرية، فما مميزات النص الذي تختاره للتأهل من بين النصوص المشاركة؟
ج5: النص الذي يلتزم بشروط المسابقة، وكذلك الذي يحتوي على تكنيك عالٍ من المقدرة الشعرية، والإلمام بالأدوات الشعرية من حيث المفردة والمعنى، وكذلك قوة القافية، والتمكن من الوزن، والتميز في الطرح الشعري والصور الجميلة والمبتكرة، والجزالة الشعرية والعذوبة.
س6: الشعر الشعبي في السلطنة متنوع بتنوع البيئات التي تنتجه، ولكن نلاحظ أن هناك تحيزًا من كل تيار شعري أو مدرسة شعرية لما يكتبه. في حال تتفق معي طبعًا، كيف لنا أن نردم هذه الفجوات ونستفيد من هذا التنوع لخدمة القصيدة العمانية الشعبية؟
ج6: أهم شيء أن هذا التحيز يجلب الإبداع والتميز. عمان ساحة أدبية ثرية بالمبدعين، كلٌ في مجاله. هناك المبدعون في الشعر الفصيح، والنبطي، والشعبي التراثي، والغنائي، وكل هذا يصب في مصلحة الشعر.
س7: كذلك، ولكونك متابعًا جيدًا للساحة حسب علمي، كيف ترى المستوى الفني للقصيدة الشعبية في عمان؟ وهل من أسماء مبدعة تذكرها على سبيل المثال ومن مختلف الأجيال؟
ج7: القصيدة العمانية أو التجارب العمانية المميزة لا تزال تمسك بدفة القصيدة النبطية أو الشعبية وتلهمها الإبداع. الشعر المميز لا ينتهي، وهناك أسماء وتجارب جميلة ما زالت تثري الساحة ومستمرة بإذن الله. الإبداع موجود، والمبدعون كذلك، لكنهم نُدرة.
س8: السوشيال ميديا، هل خدمت الشعر أم أضرته من وجهة نظرك؟
ج8: خدمت الشعر الحقيقي أكيد، بالرغم من وجود أسماء وعاهات مندسّة في هذا العالم، تتخيل نفسها أنها من الشعراء والمبدعين، ولكنهم آفات تقتات من ضوء هذه البرامج السهلة والسريعة، ولكن نهاية مثل هؤلاء المستشعرين الاحتراق.
س9: قرأت إصدارك الأول في عام 2006 أو 2007، وأعتقد بعنوان (سكة الشريان)، وإصدارك الثاني (سيف الحروف) في 2014م. ورغم أن النصوص بهما قمة في الإبداع، إلا أنها قليلة مقابل مسيرتك. فهل هناك إصدارات أخرى ستضم ما لم ينشر، أم أنك انتقيت المنشور واستبعدت النصوص الأخرى؟ وهل النشر في كتاب يختلف عن النشر في وسائل الإعلام بالنسبة لك؟
ج9: في عام 2006 وعام 2015، الديوان الأول ومن ثم الثاني، الذي ضم صفوة قصائدي لهذيك الفترة، بالرغم من تواجد نصوص أخرى آثرت عدم نشرها. النية بطباعة ديوان ثالث ربما في السنة القادمة بإذن الله. أما بالنسبة للنشر في كتاب، فيكون أفضل وأكثر ديمومة من النشر العادي.
س10: على طاري الكتب، ما دور الكتاب والقراءة بشكل عام، سواء في الشعر أو الحقول المعرفية الأخرى بالنسبة للشاعر؟ هل هي ضرورة أم أنها تكميلية؟
ج10: القراءة حاجة ملحّة وضرورية في كل الحقول، فما بالك بالشعر، أكيد مهمة لإثراء تجربة الشاعر.
س11: المساحة هنا لك، فاختر ما تشاء.
ج11: شكرًا لك أخي عبدالله الحكماني على إتاحتك الفرصة لي، متمنيًا لك المزيد من النجاحات المستمرة في جميع المجالات. وفقك الله.