راشد بن حميد الراشدي
عندما يرحل الشباب الصالحين في لحظة صمت وهدوء تختلج في نفسك عبرات ذلك الرحيل المفاجئ وحسرة أهله على فقيدهم العالي العزيز .
وعندما تتراءى أمام أعيننا صفاتهم النبيلة ومنبتهم الطيب من أُسر لم نعلم عنها سوى الأصل الحميد والأخلاق العالية الكريمة تستذكر تلك الكواكب الدرية التي تتساقط في عنفوان شبابها تاركة فراغا كبيراً بين محبيها وخاصة الأقربون منهم .
بالأمس القريب رحل عبدالعزيز بن محمد بن سالم المحروقي إلى بارئه شاب طموح مفعم بالنشاط وخدمة أهله ومجتمعه متصفا بأخلاقه العالية عن دنيانا الفانية وقد نعاه الكبير والصغير في ولاية سناو بصفاته النبيلة وخُلقه الحميد رحل ولم يتركه قضاء الله وقدره لوداع محبيه وقد كان سعيدا بخدمة زملائه وإخوته في رحلة أخوية – رحمه الله – عندما أدركه الموت .
لقد تساقط كوكبً دري آخر كما تتساقط أوراق الشجر فذلك من سنن الحياة التي سخرها الله معبرا للأعمال الصالحة إلى دارا لا يفنى مقيلها في عيشةً سرمدية رحل ودعوات الصالحين تحفه وتظلل جنازته إلى مثواه الأخير فعندما تأفل الكواكب ويرحل الصالحون ويغيبوا عن مشهد العيون وعن الدنيا ببريقها الفاني يبقى ضيائهم يملأ الكون نورا وصفاء وصلاحا .
هكذا هو ديدن الأخيار أينما كنا وأينما اتجهنا فهم منارة لكل دروب الخير وهم نبراسا لكل دروب الحياة فقد رحل عبدالعزيز ودعوات محبيه تشق عنان السماء والأرض بأن يغفر الله له ويتغمده بواسع رحمته ويجزيه خير الجزاء وأن يعوض أهله خيرا ويرزقهم أجر الصبر والثبات .
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين .
