مسندم ثغر عمان الباسم
سعيد بن عبدالله المسعودي
تعتبر محافظة مسندم ثغر عمان الباسم في أقصى الشمال هبة الله وجنته في أرضه لوحة فنية جميلة رائعة الجمال رسمتها فرشاة الطبيعة الساحرة حيث معانقة البحر بعطائه وكرمه ومياهه الصافية والجبل بهيبته وألوانه الزاهية منظر بديع يستحق التأمل في جماليات الطبيعة والبيئة المسندمية النادرة فمسندم بوابة الخليج وحارسها الأمين قبلة السائح ووجهته المفضلة حيث جمال الطبيعة المسندمي وكرم الضيافة الأهلي ومياه البحر الصافية وعذوبة مياهها الجوفية وخصوبة تربتها وجوها الهادئ البديع ونجومها المتلألأة في سمائها الصافية بصفاء قلوب أهلها وتعدد معالمها السياحية الجميلة من جزر وأخوار وقرى ساحلية وحصون وعادات وتقاليد ومعالم أثرية تسحر الألباب وتشد إليها الرحال فالمكان سحر الأماكن والزمان خيرة الأزمان .
السائح إلى مسندم الشموخ لا يمكن أن ينسى أو يتناسى رحلة خور شم البحرية حيث المحمية الطبيعية المذهلة الممتدة إلى ١٦ كيلو متر في المضيق البحري مع المياه النقية المتلألأة ف ( النرويج العرب ) يتكون من خمس مناطق بعيدة الأولى ( نضيفي ) فنضيفي اسم تسمت به لنظافتها وجمالها السحري حيث أنها أول قرية من المضيق البحري وعدد سكانها حوالي ١٥٠ نسمة و ( قاتا ) وهي قرية بحرية صغيرة يقطنها حوالي ٥٠ نسمة وتشتهر هذه القرية باختصاصها بالبيوت الحجرية النموذجية ويمكن للسائح مشاهدة قوارب الصيد القديمة المسماة ( الباتيل ) وهناك قرية ( مقلب ) فهي قرية جبلية لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب الصغيرة وتتميز بأقصر مسافة بين الساحل الشرقي مع المضيق البحري القادم ( حبلين ) وهناك معلم أثري جميل وهو جزيرة التلغراف والتي يقصد السياح لأخذ الصور التذكارية الجميلة بها ففي عام ١٨٦٤ م تم بناء محطة التلغراف البريطانية في الجزيرة ووضعوا كابل تحت الماء من الهند إلى البصرة بالعراق للحصول على إتصال التلغراف بين إنجلترا والهند وكانت الجزيرة مأهولة لفترة زمنية سابقة وتحيط بهذه الجزيرة الشعاب المرجانية وهي واحدة من افضل الأماكن لممارسة السباحة والغطس والسائح لمسندم والمتجول بين جنبات خور شم لا يمكن أن يغادر زيارة جزيرة صيبي حيث تقع في نهاية المضيق البحري وهو مكان متميز لممارسة السباحة والغطس في المياه البلورية المتلالأة الصافية ورؤية الدلافين في الخور من أمتع الأشياء والزائر والسائح إلى محافظة الطبيعة والجمال مسندم الشموخ يلمس مدى التطور في الخدمات الحكومية والخاصة وشد إهتمامي بإعجاب شديد شبكة الكهرباء التي تغطي جميع القرى والجزر وخدمات المياه التي يتم تزويد الأهالي بها مجانا عن طريق القوارب إلا أنه يأمل أن تتوج ذلك بإقامة شراكة حقيقية وتوأمة مع القطاع الخاص لجعل السياحة في مسندم رافدا متجددا من روافد الإقتصاد الوطني وهي إقامة شاليهات وحدائق مائية وخدمات التلفريك ومنتجعات ومطاعم وملاعب أطفال و أماكن إقامة في الجزر والقرى الجبلية وربط ولاية خصب بولاية دباء عن طريق شق ورصف الطريق الجبلي خصب / ليماء / دباء وتطوير مستشفى خصب وزيادة عدد الرحلات الجوية اليومية إلى مطار مسقط الدولي وربط مسندم وجزرها مع مختلف المناطق السياحية في المحافظات الأخرى عن طريق خطوط جوية وبحرية داخلية لتشجيع السياحة الداخلية ولتستقطب أعدادا كبيرة من السياح لتتوافق و توجه الحكومة بضرورة تنويع مصادر الدخل الوطني مع عدم الإضرار بالبيئة حيث ما زالت في محافظة مسندم وغيرها من المحافظات أماكن بكر لم يتم تسويق منتجاتها وكنوز لم تستغل فالتنوع البيئي والتراثي والعادات والأخلاق والأمن والأمان كلها عوامل مشجعة لنمو صناعة السياحة ونجاحها وتعظيم عوائدها المالية على المجتمع وتوفير فرص عمل مشجعة ذات مردود جيد للشباب الباحثين عن عمل ولأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ضوء زيادة أعداد الباحثين عن عمل سنويا كميا ونوعيا مما سينعكس إيجابا على حركة التنمية الشاملة للبلاد وتنمية السيولة المالية .