لقاح الإنفلونزا الموسمية… أداة وقاية أم مصدر قلق؟
حوار صحفي حول لقاح الإنفلونزا الموسمية
حوار: خالد بن خليفه الشعيلي
يشهد العالم انتشارًا واسعًا للشائعات حول لقاح الإنفلونزا الموسمية مما يثير مخاوف البعض حول فعاليته وأمانه. للرد على هذه التساؤلات وتصحيح المفاهيم المغلوطة أجرينا الحوار التالي مع الدكتور سامي بن محمد المجيني رئيس قسم الترصد الوبائي بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الباطنة والمختص في علم الأوبئة.
أهمية لقاح الإنفلونزا الموسمية
دكتور سامي المجيني بدايةً هل يمكن أن تعطينا لمحة عن أهمية لقاح الإنفلونزا الموسمية ودوره في الوقاية؟
الدكتور سامي: لقاح الإنفلونزا الموسمية يعتبر وسيلة فعالة للوقاية من العدوى الفيروسية التي قد تسبب مضاعفات خطيرة خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر. يساعد اللقاح على تقليل احتمالية الإصابة بالإنفلونزا أو على الأقل التخفيف من حدة الأعراض والمضاعفات التي قد تؤدي إلى التنويم في المستشفى أو الوفاة لا قدر الله. بالتالي يساهم اللقاح في تقليل العبء على الأنظمة الصحية من خلال خفض معدلات التنويم في المستشفيات والوفيات المرتبطة بالإنفلونزا.
ما هي الفئات الأكثر حاجة للحصول على اللقاح؟
تشمل الفئات الأكثر حاجة للقاح كبار السن فوق 65 سنة، الأطفال دون سن 5 سنوات، النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والجهاز التنفسي. كما ننصح العاملين الصحيين بتلقي اللقاح لحماية أنفسهم وأسرهم وأيضًا لحماية المرضى الذين يتعاملون معهم.
الشائعات حول اللقاح
هناك شائعة تقول إن لقاح الإنفلونزا قد يسبب الإصابة بالإنفلونزا بدلاً من الوقاية منها.. ما تعليقكم؟
هذه واحدة من أكثر الشائعات انتشارًا لكنها غير صحيحة إطلاقًا. لقاح الإنفلونزا يحتوي على فيروسات ميتة أو مضعفة لا يمكن أن تسبب المرض قد يشعر البعض بأعراض خفيفة مثل التعب أو ألم في موضع الحقن وهي تدل على أن الجهاز المناعي يتفاعل مع اللقاح لإنتاج الأجسام المضادة التي تمنح الحماية للجسم.
البعض يعتقد أن اللقاح يحتوي على مواد ضارة أو قد يسبب آثارًا جانبية خطيرة ما مدى صحة هذه الادعاءات؟
اللقاحات تخضع لاختبارات صارمة لضمان سلامتها وفاعليتها قبل اعتمادها وهذا ما تؤكده منظمة الغذاء والدواء. الآثار الجانبية الشائعة خفيفة ومؤقتة ولا تشكل أي خطورة.
يدعي البعض أن اللقاح غير فعال بسبب تحورات الفيروس المستمرة. كيف يتم التعامل مع هذا التحدي في تطوير اللقاح؟
تحورات الفيروس تحدٍّ معروف ومع ذلك فإن اللقاح يوفر حماية ضد العديد من السلالات. تعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع مراكز الرصد في العديد من دول العالم ومن بينها سلطنة عمان على مراقبة التحورات بشكل مستمر. يتم تحديث تركيبة اللقاح سنويًا لتتوافق مع السلالات الأكثر انتشارًا مما يضمن فعالية أكبر.
تأثير الشائعات واستراتيجيات المواجهة
كيف تؤثر الشائعات حول لقاح الإنفلونزا على جهود التوعية الصحية في المجتمع؟
الشائعات تؤدي إلى التقليل من أهمية هذا المرض، الذي يتسبب في أكثر من نصف مليون وفاة سنويًا، وتزيد من تخوف البعض من تلقي اللقاح. وبالتالي تقل نسبة التغطية المطلوبة لتحقيق المناعة المجتمعية، مما يعزز انتشار الفيروس وزيادة المضاعفات الصحية. لذا، من الضروري مكافحة الشائعات لحماية مجتمعنا.
ما هي أبرز الإستراتيجيات التي تنصحون بها لمواجهة الشائعات وتعزيز ثقة الناس باللقاحات؟
التوعية المجتمعية المستندة إلى الأدلة العلمية والدراسات الطبية هي الأساس. كما يجب إشراك الأطباء والاختصاصيين الصحيين في نشر المعلومات الصحيحة واستخدام وسائل الإعلام المتنوعة ووسائل التواصل الاجتماعي لتصحيح المفاهيم الخاطئة. توفير معلومات شفافة ودقيقة وسهلة الوصول لجميع شرائح المجتمع يعزز الثقة.
رسائل للجمهور
ما رسالتكم للجمهور الذين قد يترددون في أخذ لقاح الإنفلونزا؟
رسالتي هي أن لقاح الإنفلونزا أداة آمنة وفعالة لحمايتكم وحماية أحبائكم. لا تترددوا في أخذ اللقاح الذي سيحميكم من الإصابة بمضاعفات خطيرة. تذكروا أن اللقاح ليس لحمايتنا كأفراد فقط، ولكن أيضًا لحماية مجتمعنا.
كيف يمكن للمجتمع المساهمة في نشر المعلومات الصحيحة حول اللقاحات؟
للمجتمع دور مهم ومحوري. يمكن للأفراد مشاركة المعلومات الموثوقة من مصادر صحية معتمدة، والابتعاد عن نشر الشائعات غير الموثوقة. كما يمكن للمدارس والمساجد والجمعيات الأهلية أن تنظم حملات توعية لتعزيز المفاهيم الصحيحة حول اللقاح وأهميته.
بهذا الحوار، نأمل أن نكون قد سلطنا الضوء على أهمية لقاح الإنفلونزا الموسمية ودوره في حماية المجتمع، مع تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة المنتشرة. دعونا جميعًا نعمل معًا لمكافحة الشائعات وتعزيز الصحة العامة.