2024
Adsense
مقالات صحفية

الطريق إلى النجاح يبدأ بالوجهة الصحيحة

سليمان بن علي الراشدي

في سباق الحياة، نجد أنفسنا نلهث بلا توقف، نسابق الزمن لتحقيق أحلامنا وأهدافنا، نحن نسير في عالم يعظم السرعة، حيث يُقاس النجاح غالباً بسرعة الوصول لا بجودة المسار، لكن الحقيقة التي تغيب عن الكثيرين هي أن السرعة وحدها ليست كافية، فما فائدة الركض السريع إذا كان في الاتجاه الخاطئ؟!
الحكمة تقول: ” الاتجاه أهم من السرعة “.
كثيراً ما ننشغل بتحقيق المكاسب المادية، أو اللحاق بمظاهر النجاح السطحية، ونسير في طرق تبدو براقة لكنها فارغة من المعنى، هنا يجب أن نتوقف ونفكر: ما هو الطريق الصحيح؟
الحقيقة أن جميع الطرق تكون في الاتجاه الخطأ إذا لم تكن متوجهة إلى الله عز وجل، عندما تكون غايتك رضا الله، يتحول كل طريق تسلكه إلى طريق الخير، مهما بدا شاقاً أو طويلاً.

الارتباط بالله ليس مجرد شعور روحي، بل هو نظام حياة يوجه قراراتنا وأفعالنا، عندما نضع الله نصب أعيننا، نتمسك بالقيم التي تضمن لنا حياة متزنة وسعيدة، قيم مثل الصدق، والأمانة، والعدل، والإحسان ليست مجرد كلمات، بل هي معايير تضبط مسيرتنا؛ فهي ما يجعل الطريق، مهما كان مليئاً بالتحديات، طريقاً صحيحاً ومثمراً.

لذلك، إذا كنت تريد أن تكون حياتك ذات معنى، اسأل نفسك بصدق: هل أنا أسير في الاتجاه الصحيح؟ هل أهدافي متوافقة مع ما يرضي الله؟ هل خطواتي اليومية تقربني من غايتي الحقيقية؟ التوقف للتأمل وإعادة تقييم مسارك ليس علامة ضعف، بل دليل على الحكمة.

الحياة ليست سباقًا للوصول أولاً، بل هي رحلة لاكتشاف المعنى الحقيقي للوجود، إذا انشغلت بالسرعة، قد تضيع منك الغاية، ولكن إذا تمسكت بالاتجاه الصحيح، ستصل ولو كان الطريق طويلاً.

عليه؛ فإن في مجتمعنا اليوم نحن بحاجة إلى التذكير بأن النجاح الحقيقي ليس في مقدار ما نحققه من أهداف مادية، بل في مدى التزامنا بالقيم التي تجعل حياتنا ذات معنى، الطريق الصحيح يبدأ بالله وينتهي بالله..

لذا، دعونا نتوقف عن اللهاث خلف السراب، ونوجه حياتنا نحو الغايات الأسمى التي تجمع بين رضا الله وسعادة النفس..

لنتذكر دائماً، الاتجاه أهم من السرعة؛ لأن الوجهة الصحيحة هي التي تمنح للحياة قيمتها الحقيقية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights