عمر الفهدي
مقدمة:
أصبح الزواج من الخارج ظاهرة متزايدة في بعض المجتمعات العربية، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الظاهرة تلبي حاجة حقيقية لدى بعض الأفراد أو تتسبب في مشاكل اجتماعية واقتصادية عميقة. في هذا السياق، يعاني بعضاً من محدودي الدخل وذوي الإعاقة من صعوبات كبيرة في تأمين زواج مستقر ومناسب داخل أوطانهم. كما أن ارتفاع تكلفة الزواج، سواء من داخل البلاد أو خارجها، يزيد من تعقيد هذا الموضوع ويضعه في إطار يستحق المزيد من الدراسة والاهتمام.
الزواج من الخارج بين الأمل والاستغلال:
في بعض الأحيان، قد يلجأ بعضهم إلى الزواج من الخارج كمحاولة لتفادي تكاليف الزواج العالية أو بسبب تراجع فرص الزواج المناسبة داخل الوطن. ومع ذلك، يظل هناك من يستغل هذا الخيار لتحقيق مصالح شخصية على حساب استقرار الأسر والمجتمع، خاصة حينما يصبح الزواج وسيلة سهلة لتحقيق مكاسب سريعة دون النظر إلى العواقب.
أثر تكاليف الزواج على الأفراد من ذوي الإعاقة ومحدودي الدخل:
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة ومحدودو الدخل تحديات مضاعفة عندما يتعلق الأمر بالزواج. فالالتزامات المالية المرتبطة بالمهور وتجهيزات الزواج قد تكون عبئاً كبيراً عليهم؛ مما قد يضطر البعض للبحث عن خيارات خارجية تعتبر أقل كلفة. لكن، في الواقع، تبقى تكلفة الزواج من الخارج غير محددة وتختلف بشكل كبير من حالة لأخرى؛ مما قد يجعل هذا الخيار محفوفاً بالمخاطر.
تأثير الزواج من الخارج على الأسرة والمجتمع:
عندما يصبح الزواج من الخارج وسيلة شائعة دون رقابة، قد يؤدي ذلك إلى مشكلات اجتماعية؛ كارتفاع نسبة الطلاق وتفكك الأسر؛ مما ينعكس سلباً على المجتمع ويزيد من التباين الاجتماعي. كما أن الزواج من الخارج قد يزيد من الفجوة الاقتصادية بين الأفراد، حيث يتمكن البعض من تحمل تكاليفه بينما لا يستطيع الآخرون؛ مما يولد شعوراً بعدم المساواة.
نحو حلول عملية وعادلة:
لتفادي آثار الزواج من الخارج السلبية وضمان تحقيق الاستقرار الأسري، ينبغي العمل على وضع ضوابط تحدد الشروط والمتطلبات، مع التركيز على دعم الفئات التي تحتاج إلى هذا الخيار فعلياً، مثل ذوي الدخل المحدود وذوي الإعاقة. يمكن تحقيق ذلك عبر برامج دعم مالي ومراجعة السياسات الاقتصادية لتوفير بيئة مناسبة تساعد على بناء أسر مستقرة ومتوازنة. على سبيل المثال، يمكن زيادة دخل الفرد للمستحقين بنسبة تتناسب مع احتياجاتهم، بحيث يتم دعم من يعاني من صعوبة مادية لتحقيق استقرار عائلي.
الخاتمة:
الزواج من الخارج ظاهرة تتطلب توازناً بين تلبية حاجات الأفراد وحماية المجتمع من آثارها السلبية. ومن الضروري أن يعمل صناع القرار على تطوير سياسات واضحة وعادلة تضمن حقوق الفئات المحتاجة، وتحقق استقرار المجتمع.
