بناء الشخصية
إبراهيم اليعقوبي
لكل واحد منا شخصيته المنفصلة، ويتميز بخصوصيته التي يتمسك بها ولا يريد أن يغيرها؛ وهي جزء من حياته التي يعيشها. ولكن عندما ننظر في بعض الأحيان بعمق في شخصيتنا؛ قد تراودنا بعض الأفكار، والتي نريد تجسيدها في شخصيتنا ونتحلى بها؛ فما هي؟
من الصفات لبناء الشخصية المحببة هي الشخصية القيادية والحضورية، والشخصية المتزنة والهادئة، التي تملئها الهيبة والوقار، والشخصية المتواضعة التي تكون مليئة بالاحترام والتقدير والحكمة، والشخصية الملهمة والمفكرة، والشخصية القوية. فتلك الشخصيات مهمة ويجب أن تجسد شخصيتك، فمثلاً، القيادية والحضورية يجب أن تكون القيادة والحضور حاضرة في شخصيتك لتصنع وتنجز وتقود الآخرين إلى طريق النجاح والمستقبل، أما المتزنة والهادئة يجب أن تكون صفة في شخصيتك لعدم التسرع في اتخاذ القرار غير المناسب وفي نفس الوقت تملئها الهيبة والوقار؛ فهي مكملة لتلك الصفة لكسب احترام وتقدير الآخرين، والتواضع والتقدير صفة جميلة تجعل الآخرين ينجذبون لك وينصتون لك ويأخذون برأيك، والوقار هو صفة يحملها الإنسان في شخصيته، وهي جزء من شخصيته تزيده جمالاً وهيبة واحترام.
وأما بالنسبة للشخصية الملهمة والقوية والمفكرة، فهي تعطي نظرة ومعنى من قبل الآخرين بأنك قادر على حل وفك وتوليد أفكار وإبداعات جديدة للتطور، وتصنع وتنجز وتبني للأجيال القادمة والحاضرة ومجتمعك مستقبل ومورد ومصدر يستقون منه كلما احتاجوا إلى ذلك، ومرجع راسخ ثابت لتوسيع مداركهم. هكذا تكون بناء الشخصية التي تجسدك وتعكس شخصيتك. باختصار، بناء الشخصية يحتاج لصبر وجهد وإعداد كبير؛ لأنك في الحقيقة ستواجه عقبات وصعاب وتحديات حتى تصبح ذو شخصية فذة وقيادية وحكيمة، ستحتاج إلى تقديم تضحيات وتنازلات، وتجبرك على تحمل ضغوطات قد لا تناسبك؛ لذلك من المهم دراسة وتسوية كل ما يعرقل بناء شخصيتك؛ لتصبح قادر على فك كل شفرة وحل كل مشكلة، فالحياة هي تجارب ودروس وعبر، ويجب أن تعلم ذلك وأن تحسب كل شيء بدقة، وتعطي نفسك مساحة لتراجع كل قراراتك، فشخصيتك جزء مهم من حياتك تحتاج إلى تطويرها وتدعيمها وتنشيطها؛ لتظهر بصورة لائقة تعطيك نوع من الاحترام والتقدير والهيبة؛ لذلك كن مستعداً لتواجه أعاصير من البشر وتبحر بين شواطىء الصعاب والعواصف الهوجاء التي قد تحطم مسار حياتك إذا لم تكون مستعد لها وتنكسر مع أول مواجه؛ فالبشر يختلفون ويتدرجون في معاملتهم، فحاول أن تختار من تثق به وتشق طريقك عبره وترسي سفنك بأرصفته. قد يخدعك مظهر بعضهم ويبهرك جوهره البراق، وفي الحقيقة هو مرآة تعكس لك عكس ما رأيت؛ فانتبه أن يجرك التيار خلفه دون علم منك ودرايه. انتبه أن تضع يدك على عينيك وتمشي تابعاً لكل زلة وخطأ، لا بل كن أنت من يصنع شخصيته ويصنع طريقه ويعبر عن رأيه ويصدر قراره المناسب في وقته المناسب، كن رافعاً شعار العزة والوفاء ومحافظاً على عهدك، تنطق بالحكمة، رمزاً للتقدير والاحترام، وعلى قدر من المسؤلية والاعتماد، تصحح الخطأ وتعالج كل العقبات بروية وثقة، وتزرع المودة والمحبة بين البشر، وتكون عوناً لكل محتاج وناصراً لكل مظلوم؛ حتى تكون شخصيتك قوية تحمل كل صفات الشجاعة والإقدام.
وأخيراً، احرص على أن لا تفقد عزتك وشخصيتك.