2024
Adsense
مقالات صحفية

تجريب المجرب

لولوة القلهاتي

يقول المثل:
(اللي يجرب المجرب عقله مخرب)
لا أعلم هل العرب مصابون بالزهايمر أو لربما هم مصابون بتعفن الدماغ، بحيث ينسون كل المصائب والفضائع التي مرت عليهم، ولا يستطيعون تذكرها والربط بين الأحداث والمشاهد والأخبار، منذ احتلال الصومال واحتلال أفغانستان واحتلال العراق، مروراً بتدمير اليمن وليبيا ومصر وتونس والسودان، وتقسيمها وتقزيمها وجعلها في فوضى دائمة لا ترتاح ولا يقر لها قرار، وقد تابعنا أنه ما إن تضامن محور المقاومة مع القضية الفلسطينية وأصبح واضحاً أن الحرب بين غرب وشرق، وعرب وصهاينة وصليب وإسلام، لجأت أمريكا إلى الخطة باء، وهي حرف الصراع عن كونه صراع بين أديان (إسلام×يهود) إلى صراع بين مذاهب (سني×شيعي)، وقد قلت سابقاً أن الساحة تتحضر لبدء جولة صراع جديدة مع قرع أجراس الكريسماس وأن اللاعبين الدوليين قد كشفوا كل أوراقهم استعداداً لجني المكاسب وتبادل المنافع والمصالح والمواقع بحسب المحاور الجديدة للنظام الدولي الجديد، أما العرب فهم جمهور متفرج يحضر ليشاهد جولات مصارعة على حلبة صراع مفتوحة هي أرضه.
يقول المثل الأفريقي:
(إذا تصارع فيلان فإن العشب هو من سيدفع الثمن)
العرب هم هذا العشب الذي يداس تحت أقدام الفيلة في صراعها على النفوذ وعلى طرق التجارة الدولية، وعلى خطوط إمداد الطاقة وعلى حقول النفط والغاز، وعلى البحار والخلجان والمضائق البحرية، هذه الصراعات التي لم نتعلم كيف نقف في وجهها بل بالعكس ذاكرتنا مثقوبة ولا نكاد نذكر ما فعل بنا منذ سنوات قليلة مضت بل الأدهى من هذا أننا نصفق ونبارك ونحمد الله أن حزب الله تم تدميره وأن نصف لبنان أصبح خراباً وأن حماس والمقاومة قد تم إلجاءها إلى اتفاق سيعقد قريباً جداً وتسليم غزة إلى من لا يؤتمن، وهناك بهجة عارمة لدى كثير من السذج لأن تركيا عادت واحتلت سوريا بعد أن خرجت واستقل العرب بأرضهم ومصيرهم. أمسلوبة هذي النُهى من صدورنا
وهل فُقدت أبصارنا والمسامعُ
إن الذي حدث في فلسطين شيء جلل وهو فظيع إلى درجة أن نسيانه يعد جريمة في حد ذاته.
وها نحن مقبلون على عام جديد يُحضّر لنا فيه مائدة ضخمة فيها ما لذ وطاب من فوضى واقتتال وتقسيم وتقطيع وثورات وانقلابات بعد أن يستقر المقام بملك الفزع الأكبر الجديد على المقعد الرئاسي في المكتب البيضاوي في واشنطن.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights