مصطفى بن مبارك القاسمي
برؤية مستقبلية تقود نحو الابتكار والتقدم العلمي تخطو سلطنة عُمان خطوات واثقة نحو المستقبل المشرق، مجسدةً رؤيتها الطموحة (عمان 2040)، من خلال استعدادها لدخول عصر الفضاء وذلك بإطلاق أول صاروخ علمي تجريبي يحمل اسم “الدقم-1”.
هذه الخطوة تمثل علامة فارقة في مسيرة التطور العلمي والتكنولوجي لسلطنة عُمان، وتؤكد سعيها نحو تعزيز الابتكار وترسيخ مكانتها كدولة رائدة في استكشاف الفضاء على المستوى الإقليمي والعالمي.
وتتمتع سلطنة عُمان بموقع استراتيجي فريد من نوعه، حيث القرب من خط الاستواء ومدار السرطان؛ ما يتيح لها تحقيق تكاليف منخفضة وفعالية أكبر في إطلاق الصواريخ إلى الفضاء. إضافة إلى ذلك، يتميز الشريط الساحلي لسلطنة عُمان بكونه منطقة آمنة لإطلاق المشاريع الفضائية؛ مما يمنحها مزايا تنافسية على المستوى الإقليمي والعالمي.
إن إطلاق “الدقم-1” ليس مجرد إنجاز فقط؛ بل هو بداية لمشوار طويل نحو تطوير البنية التحتية للفضاء ونقل وتوطين علوم وتقنيات الفضاء. وتسعى سلطنة عُمان أيضًا إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص في هذا المجال؛ مما يفتح المجال لفرص استثمارية واعدة وواسعة في خلق بيئة مستدامة للابتكار.
مزايا هذا المشروع:
1. التقدم العلمي والتكنولوجي: يضع إطلاق “الدقم-1” سلطنة عُمان في مصاف الدول الساعية لاستكشاف الفضاء؛ مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في البحث والتطوير العلمي.
2. الاستفادة من الموقع الجغرافي: القرب من خط الاستواء يقلل من التكاليف ويزيد من كفاءة الإطلاق.
3. إطلاق صناعات فضائية جديدة: يوفر المشروع فرصًا هائلة للتوظيف، ويشجع الشباب العُماني على الانخراط في علوم الفضاء.
4. الريادة الإقليمية: تعتبر هذه الخطوة دليلاً على قدرة سلطنة عُمان على التفوق إقليميًا في مجال جديد وحيوي.
وتم اختيار منطقة “الكحل” في الدقم كموقع للإطلاق؛ ما يعزز مكانة الدقم كمركز محوري وجاذب للصناعات الاستراتيجية.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن رؤية (عُمان 2040)، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مجالات الابتكار والبحث العلمي. إذ تمثل الاستثمارات في قطاع الفضاء فرصة كبيرة لنقل سلطنة عُمان إلى عصر جديد من التطور الاقتصادي والعلمي.
بإطلاق “الدقم-1″، تثبت سلطنة عُمان قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص ومزايا تنافسية، وتحويل الفرص إلى إنجازات. هذه الخطوة تعزز من مكانة سلطنة عُمان كواحدة من أبرز الدول الطامحة لتبوء مكانة رائدة في مجال علوم الفضاء على مستوى العالم بما يحقق أهداف وأولويات رؤية (عُمان 2040).
