انتصار المقاومة اللبنانية صفحة مشرقة في تاريخ الأمة
عمر الفهدي
منذ أن وُلدت المقاومة اللبنانية، حملت على عاتقها رسالة الدفاع عن الأرض والكرامة، متسلحة بالإيمان الراسخ بالله والعقيدة الثابتة بأن القوة لا تأتي من السلاح وحده، بل من إرادة صلبة وشعب يرفض الذل والهوان، وفي مواجهة أعتى قوة متغطرسة على وجه الأرض، نجحت المقاومة في إذلال الكيان الصهيوني وهزيمته في لبنان هزيمة مُذلة، أجبرته على الانسحاب صاغرًا، مسطرة بذلك صفحة خالدة في تاريخ الأمة.
اليوم، يسعى الكيان الصهيوني وحلفاؤه إلى تزوير الحقائق وتشويه صورة المقاومة، يدّعون أنهم انتصروا على حزب الله، ولكن الحقيقة الجلية أن الكيان يمر بأزمة غير مسبوقة وانهيار شامل على المستويين العسكري والمدني، جيشه الذي كان يُصنَّف ضمن أقوى الجيوش عالميًا، أصبح يعتمد على المرتزقة المستجلبين من أنحاء العالم للقتال في غزة، أو لبنان، أو سوريا، أو العراق.
أما قيادته السياسية، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، فهي غارقة في مستنقع غزة، عاجزة عن إيجاد مخرج من هذا المأزق الذي تزداد فيه الخسائر البشرية والمادية يومًا بعد يوم، وفي لبنان، تقف المقاومة ثابتة، تفرض معادلاتها بحكمة وقوة، مستندة إلى رؤية السيد حسن نصر الله الذي أكد أن نصرة المقاومة الفلسطينية واجب، وأن غزة لا يمكن التخلي عنها مهما بلغت التضحيات.
إن انتصار المقاومة اللبنانية ليس مجرد حدث محلي، بل انتصار لكل الأحرار في الأمة، وخصوصًا في فلسطين وغزة التي تواجه اليوم عدوانًا وحشيًا لا يرحم، هذا الانتصار يثبت أن الوحدة بين المقاومات العربية والإسلامية هي السبيل الوحيد لكسر شوكة العدوان والظلم.
ومع ذلك، نجد العالم العربي في معظمه صامتًا متفرجًا، وكأنما لا يعنيه الأمر، قد يندمون غدًا ويبكون على خسائرهم السياسية والإنسانية، ولكن حينها قد يكون الأوان قد فات.
وفي الختام، نسأل الله أن يثبت أقدام أبطال المقاومة في لبنان وفلسطين، وأن ينصرهم على أعدائهم، فإن انتصار المقاومة اللبنانية هو بلا شك انتصار لغزة، وانتصار لكل صاحب حق يواجه الظلم والطغيان، مهما بلغت قوته وجبروته.