سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

جميلة بأهلها

عمر الفهدي

غزة، تلك الدُرَّة الفلسطينية الصامدة، تقف بعزة وكبرياء في وجه التحديات. ليست غزة مجرد أرضٍ جغرافيّة على خارطة العالم، بل هي حكاية نضال وثبات، قصة أمل يتجدد في قلوب أبنائها كل يوم. في أزقتها البسيطة وعلى جدران مبانيها الشامخة، تنبض روحٌ تخاطب العالم بلُغة الصمود، وتحكي قصص الأبطال الذين أبَوا الاستسلام، واختاروا الحياة بكرامة وشموخ.

في أحد شوارع غزة، تُزيّن إحدى الجدران عبارة “غزة جميلة بأهلها، وعزيزة بكبارها وصغارها”، وهي جملة تختصر حكاية هذه المدينة البطلة. فرغم الحصار والمعاناة، تبقى غزة جميلة بصفاء قلوب أهلها وصدق عطائهم، وعزيزة بشموخ كبارها وتفاؤل صغارها. كبارها، الذين يورثون الأجيال القادمة قصص الأرض والمقاومة، وصغارها، الذين يكبرون بين أنقاض الألم وأصداء الأمل، زارعين في أرضهم بذور المستقبل بأيدٍ صغيرة وأرواحٍ عظيمة.

ليست هذه الجدارية مجرّد لوحة فنية على جدار؛ بل هي رسالة واضحة للعالم بأسره. رسالة تعبّر عن التلاحم والتآزر بين أبناء هذه المدينة، بين شيخٍ يحمل في ذاكرته قصص الماضي، وشابٍّ يحدوه الأمل بمستقبل أفضل، وطفلٍ يتطلع إلى غدٍ مشرق. هي دعوة لكل من يقرأ هذه الكلمات ليعرف أن غزة ستظل عزيزة بأهلها، أبيّة بشموخها، وجميلة بصبر أبنائها الشجعان.

إن الحُب في غزة يظهر في تكاتف الناس وتعاونهم، وفي إصرارهم على الاستمرار رغم قسوة الحياة. ستبقى غزة جميلة بأهلها، عزيزة بكبارها وصغارها، فهُم سرّ قوتها ومصدر صمودها واستمرارها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights