الموت يسرق الأحباب واحداً تلو الآخر
يوسف بن سالم الحميدي
أجلس وحدي، أطلّ على بحر الذكريات، وأغرق في أعماقه المظلمة، أمواج الحزن تتلاطم حولي، تحمل معها صوراً لأحباء رحلوا.
كلما اعتقدتُ أن الجرح قد بدأ يلتئم، يأتيني خبر جديد يفتح الجرح من جديد.
الموت، هذا اللصّ الذي يسرق منّا أغلى ما نملك، يقتلع من حياتنا أزهارها ويتركها صحراء قاحلة.
أفكر في تلك اللحظات التي جمعتنا، الضحكات التي ملأت المكان، الأحلام التي نسجناها معاً، كلها ذكريات جميلة أصبحت الآن جزءاً من الماضي.
أحياناً أتساءل: لماذا نحن؟
لماذا يختار الموت دائماً من نحب؟
هل هو قدر مكتوب أم مجرد صدفة قاسية؟
أعلم أن الحياة تستمر وأن علينا أن نستمر في العيش،
ولكن كيف يمكننا أن نفعل ذلك، ونحن محمّلون بكل هذا الألم والفقد؟
أحياناً أشعر أنني عالق في دوّامة من الحزن لا أستطيع الخروج منها.
ولكن، في أعماق قلبي هناك أمل صغير يضيء لي الطريق،
أملٌ بأن ألتقي بأحبتي يوماً ما، في مكان لا يوجد فيه ألم ولا فراق، أمل بأن أجد القوة للاستمرار في الحياة، وأن أكون شاهداً على سعادة الآخرين.
ربما يكون الموت نهاية الحياة، ولكن الحب أبديّ، الحب الذي جمعني بأحبتي سيظل حياً في قلبي إلى الأبد، وسأظل أذكرهم بالخير، وأدعو لهم بالرحمة والمغفرة.