عندما كنت طفلًا
وفاء المهيرية
يستهويني تمزيق ما جمعته منذ فترة للإجازة الصيفية، تمزيق الأوراق وجعلها تبدو أكثر أناقة مما كانت، رتيبة عليه.
يستهويني كتابة أشعاري الخاصة، حتى ألقيها في طابور الصباح في اليوم التالي.
فكانت غريزتي الشعرية وافرة بالحب، لوطني وأمي ومعلماتي.
كما أنني أهوى الرسم، فقدرتي على التعبير اللفظي في غير موضعة تشعرني بالكثير من الإحراج.
سلفاً أحببت اللمسات الحانية، وقبالت معلماتي اللآتي شعرن تجاهي بمشاعر غامرة تعلوها السعادة.
وعن المكافئات المعنوية والمادية التي أصنعها لنفسي حين أنتهي من إختبار اجتزته بدرجة ترضيني وتشعل شغف الحياة في عيني.
جداول علقتها في خزانة ملابسي تذكرني بمن أكون..
جداول بها جميع إنجازاتي ومهام أعمالي، حتى يتسنى لي المكوث والاستراحة في إنشراح إليها كلما مالت بي الحياة في اختبار قصير ذا درجة سيئة.
لا بأس في أن نمر بأوقات عصيبة، ولكن طرقنا في التعامل معها كفيل بذلك، وإحاطتنا بأشخاصنا المفضلين كفيل أيضاً في جعل هذه الروح تهدأ وتسكن إليهم كواصف مثل تلك التي نمر بها.
على المرء أن يكون ذا شغف يحذو حذوه حين تحاصره الدنيا بهمومها وأحزانها، يعلم إلى أين يلجأ -بعد الله- في هذه الحياة…
فالحياة فيها من الصعاب؛ ما يجعلنا في قنوط من أنفسنا، ولكن ذكرنا لله وتعاملنا بشكل جيد مع ما نمر به يجعل كل ما هو مغلق يسير وسهل وذا معنى عظيم.
اللهم جمل أيامنا بعفوك وصفو كرمك، وأرفعنا بعلو شأنك إنك على كل شي قدير.. آمين.