وجاءه الإلهام في عزلته ..
عبير بنت سيف الشبلية
وجاءه الإلهام في عزلته، هكذا دون أن ..
وقبل أن أطرق الباب، تعلّق نظري بلوحة جدارية علقت على عتبة باب مكتبه، “لا أحد يجبرك على توقيع استقالة أو فسخ عقد، لدقائق وناظري معلق بخيال أخذني لأبعد ما يكون، أعدت قراءة العبارة ٣ مرات بل أكثر، همستُ: يارب، وأنا أردد دعاء: ربِّ إني أسألك اطمئناناً تُهدّئ به قلبه.
دخلت وأنا أخمن، لا أعلم سر هذه المكتبة! وماذا تخفي ملامحها المبهمة! اقتربتُ بلهفة وأنا أضع كوب الزعتر على سطح المكتب، ومثلما طلب مني، همس باسماً: سلمتْ يمناكِ، ابتسمتُ برضى، ارتشفَ رشفة ثم رشفتين ولم يترك في الكوب شيئاً، ابتسم بصمت، لقد تجاوز الحد في العناد، ملامح الفضول تلون وجهي، استفهامات وتعجبات تبدو واضحة له، أشك بأنه توصل للأسئلة التي تدور ببالي، لكنه لم ينطق بحرف، عدا ابتسامة يتيمة لوّنتْ مُحيّاه الآسر.
اقترب مني، ثم وشوش لي بسر أدخل السرور في نفسي، أوشكت أن أطير، من أين يأتي بإلهامه؟ إنه بارع في الخروج من المآزق، ماهر في تدبر أموره، تلاقت أعيننا بابتسامة حتى تلاشت الأسئلة كالسراب.
همس: يقال: الورود هي الطبيعة الصامتة النابضة بكل أنواع الحياة، أجل، تسارعت نبضات قلبي، ورقصتْ مشاعري. أكمل حديثه المعسول: لا أعلم متى وكيف؟ ولكني وجدث نفسي في الطريق أدندن بأحلى الأشجان، كم وددت لو أننا معاً وأطربك بألحاني والغزل، فتحدثيني بإخلاص قلبك والحنان، إلى أن انتبهت لنفسي وأنا أمام محل الورد. تقدمتُ للبائع بطلب خاصّ، لينسّق لي أجمل باقة ورد.
كانت أسعد وأجمل لحظات حياتي، خفت أن تختفي، فلم أتحرك، لكنه تحرك واقترب أكثر وفي يده باقة الورد، وبهمس: صارحيني، قولي ما شئتِ.
أنا معكِ، لملميني ودعيني أستمتع بألوان عطرك، دعيني جزءاً من لحظاتك الهادئة.