إبراهيم اليعقوبي
عندما تبدأ بالتخطيط والتفكير وإعداد برنامج جميلة لرحلة جميلة تبعدك عن زحمات الحياة وتراكماتها التي لا تنتهي وتقرر بأخذ قسط من الراحة؛ فذلك هو الاختيار الصحيح، والعلاج الحقيقي للنفس والبدن؛ فهو تخفيف وترويح لها لتستعيد نشاطها وتجد رونقها، ثم تبدأ بالإبحار بنزهة جميلة في عالم واسع في وجهة جديدة خارج وطنك لأماكن ساحرة وخلابة، ومناظر طبيعية تأسر القلوب؛ ذلك هو الاختيار الأمثل والمسار الصحيح، فأنت تحتاج تلك النزهة بين الفينة والأخرى، وتعيد تجديد نفسك ونشاطك وقوة بدنك؛ حتى تستمر بمعنوية وروح عالية تبعدك عن كل توتر وقلق، وتصفي فيها عقلك وتغير من مزاجك، وتنسى معاناتك وضغوطاتك الحياتية والروتينية اليومية؛ فتبعد بنفسك إلى عالم آخر به الاستجمام والاسترخاء والهدوء، في عالم يختلف تماما عن عالمك الذي تعيشه؛ فترى كل الجماليات التي تسعدك وتبقيك خارج دائرة الأوجاع والضغوط.
هنا ستحس وتشعر وتتيقن أن نزهتك التي قضيتها بعيدا عن عالمك المعتاد هي جزء من صحتك وعافيتك، وهي جزء مهم من حياتك يجب أن تعيره اهتمامك الأول؛ لتكون بصحتك وعافيتك لتواصل وتواكب مسيرتك وتغيرات الزمن، فالحذر كل الحذر أن تهمل نفسك وتجرك زحمات الأعمال وتنسيك الأيام صحتك وتهدر عافيتك، ثم تتفاجئ أن عمرك انتهى وانقضى، وتهافتت وحاصرتك كل المتاعب، وأصبحت رهين نفسك دون حراك، وظلمت نفسك وأغرقتها في قعر الأحزان؛ فالنفس والبدن يريد منا
فسحة وراحة وتجديد؛ لتبقى تعطي وتزهر بعطاؤك طالما تواجدت في هذه الحياة، فأنت خلقت للعطاء والسعي وليس للكسل والرقود؛ فدع عطاؤك وسعيك هما من يتحدثا بلسانك للآخرين.
