طرقتُ بابك…
علياء بنت سعيد العامرية
قررت أن أغوصَ في أعماق بحر الحياة؛ لأبحث عن جواهِر ثمينة تجعلني من أغنياءِ هذا العالم، وحين بدأتُ بالغوصِ وجدتُ صدفة فصرختُ بصوتٍ مرتفِع: كنز كنز.
حاولتُ أن أخرج من البحر سعيدة بكنزي لكنني لم أستطع، غارقة أنا في بحر الحياة، غارقة بلا عودة.
تساءلتُ: كيف أخرج؟
تشدني أمواج الحياة إليها، وأنا أحاول أن أُنقذ نفسي من تلك الأمواج لكنني عاجزة، عاجزة عن الحراك، لا أدري أأستسلم للموج أم أصارع من أجل البقاء؟
كيف أخرج؟
مهلا. مهلا. مهلا. سمعتُ منادٍ يُنادي: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)
سورة نوح.
كيف أخرجتني هذه الآيات من غياهِب الغرق، وكيف حمتني بعد أن كُنتُ قاب قوسين من الرحيل من هذه الدُنيا؟
كيف نسيت المنجى الحقيقي من كُل آلام الحياة وأوجاعها؟
انه الله، الله الكلمة التي تهز العالم بأسره، الله الذي خلقنا وأحسن خلقنا, كيف نسيت؟
إلهي.
إني طرقتُ بابك راجية.
أرجوك تُب عَليَ وارحم دمعتي الصادقة.
خُذ بيدي اني بدونك ضائعة
لا تتركني وحيدة يا ذا الجلال والاكرام.
عندما استغفرتك يا ربي شعرتُ بالمعنى الحقيقي للأمان، وحين لجأتُ إليك فَتحت لي أبواب عفوك وكرمك رغم تقصيري وكثرة ذنوبي.
لن يُحبني أحد كحبك لي، ولن يشعر بي أحد سواك، والباب الوحيد الذي لن يُغلق في وجهي أبدا هو بابك وحدك فقط.
عندما استغفرتك عرفت أن ذكرك هو أغلا كنوز العالم، وعندما دعوتك عرفت بأن الدعاء هو سِر جمال الحياة، وبعد أن عرفتك ربي، أستطيعُ القول بأني من أغنياءِ هذا العالم.