2024
Adsense
مقالات صحفية

قطرة مطر

إبراهيم اليعقوبي

تتساقت من السماء تعلن عن بدأ غيث من ربي لأرض اشتاقت، قطراتها جاءت حاملة نسمات باردة لتريح نفوسنا وتسقينا وتبهجنا، تمتعنا بجريان أوديتها وشلالاتها التي تنحدر من أعالي الجبال تبهرنا بمناظرها الخلابه، تصور لنا إبداعات الخالق،
سبحانه وتعالى، ثم فجأة تظهر لنا بين طياتها خبراً تحزن له القلوب، وتذرف له العيون وتنكسر النفوس بوداع أطفالنا وأحبابنا وطلبة، ذهبوا
ليستقوا العلم ويرتوا بالمعارف ليرفعوا رايات هذا الوطن عاليا؛ ولكن قدر الله كان قد سبقهم واختارهم رب العزة لجواره، ليكونوا في دار القرار في جنات الخلد بإذن الله، ليكونوا بإذنه شفعاء لأهليهم وذويهم، إنهم ضحوا من أجل العلم والرفعة ولتحصيل المعرفة. مع الله اختيروا ولن يضيعهم شهداء بإذن الله في أعلى الجنان. نعم رحلوا وما أقساها من لحظات، ولكن مشيئة الخالق أراد أن تكون هكذا. نعم، انفطرت القلوب؛ ولكن ما عند الله باق.
نعم، ذرفت الدموع وما عند الله أفضل. هنا نقف ونصمت، وندعوا لهم بالرحمة، ونسأل لهم القبول.

براءة وطفولة ممزوجة بالجهد والتضحية والعلم والمعرفة، تحمل رسالة في طياتها توصي بطلب العلم وتحمل كل شاق وكل ذا جهد، وتعبر عن قوتها وإصرارها لطلب العلم وصعوبة طريقه، ولكن في النهاية سيكون نورا يشق طريق الظلام يحتسي وينهل منه الجميع، فلا نقول وداعا؛ بل نقول لقاءً واجتماعا في جنات الخلد، أديتم الأمانة وأوصلتم لنا رسالة ستبقى عالقة في ذاكرتنا إلى يوم الدين؛ فحسن الختام وفسيح الجنان لكم.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights