تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

حينما لا تكتمل الأمور: حكمة إلهية في كل تأخير

سليمان بن علي الراشدي

في رحلة الحياة، كثيراً ما نقابل لحظاتٍ من الفشل أو الإخفاق التي قد تترك في نفوسنا تساؤلات حول السبب أو الحكمة من ورائها. نتعلق بأحلامٍ أو طموحاتٍ نرغب بشدة في تحقيقها، ولكننا نجد أنفسنا أحياناً أمام أبواب مغلقة، أو مشاريع غير مكتملة.
فهل هذا الفشل حقاً نهاية المطاف؟
أم أنه بداية لشيء أعظم وأفضل؟

حين ننظر إلى الحياة من منظور أوسع وأشمل، نجد أن ما لا نتمكن من تحقيقه، قد يحمل في طياته حكمة إلهية لا ندركها في البداية. فالله سبحانه وتعالى يعلم ما هو خير لنا وما يضرنا، وقد يكون تأخير بعض الأمور أو عدم اكتمالها رحمة وحماية لنا من أمور قد تكون أسوأ.

كم من مرة رغبنا في شيء بشدة، وعندما لم نحققه شعرنا بالحزن؟ ولكن بعد مرور الوقت، وتبينت لنا الأسباب التي كانت وراء عدم تحققه، أدركنا أن ما حدث كان خيراً عظيماً لنا.

حكمة التأخير:
وراء كل شيء لم يكتمل هناك حكمة إلهية. تلك الوظيفة التي لم تحصل عليها قد تكون مليئة بالضغوط أو الصعوبات التي لم تكن لتناسبك. ذلك المشروع الذي لم ينطلق ربما كان سيسبب لك خسائر مالية كبيرة. العلاقات التي انتهت فجأة قد تكون حمتك من مشاكل أكبر في المستقبل.

التفاؤل والثقة بالله:
إن إيماننا بأن الله يختار لنا الخير دائماً، وأن وراء كل شيء لم يكتمل نعمة مخفية، يمنحنا راحة وطمأنينة. يحررنا هذا الإيمان من الشعور باليأس أو الإحباط، ويمنحنا القوة لنواصل المسير في الحياة ونحن موقنين أن الله يخطط لنا ما هو أفضل.

في النهاية، الحياة مليئة بالاختيارات والفرص التي قد لا تتحقق بالطريقة التي نتوقعها، ولكن الثقة بأن وراء كل فشل أو تأخير أو عدم اكتمال خير أراده الله؛ هو المفتاح الذي يجعلنا نتقبل كل ما يأتينا برضى وامتنان.

الخاتمة:

كلما وجدت نفسك أمام أمر لم يكتمل، أو حلمٍ لم يتحقق، تذكّر أن هناك حكمة أعظم وأفضل في الانتظار. فربما يكون الله قد حماك من شيء لم تكن لتستطيع تحمّله، أو ربما يخبّئ لك فرصاً أكبر وأعظم في المستقبل. كن مؤمناً أن وراء كل شيء لم يكتمل خير أراده الله لك.

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights