انظر بداخلك ..
عبير بنت سيف الشبلية
أنا أحب البحر، ودائماً ما نذهب إلى هذا المكان الجميل.
ولكن الشاطئ مختلفٌ لا يشبه الأمس.
حتى الوجوه والملامح لا تتشابه، وقد لا تتفاهم.
لم نلتقِ من قبل، ولقد التقيتُ بوجهٍ غريبٍ سمْح، لقد وجّه إليّ تحية أمام الملأ وبكل حماس، شعرت بالسرور وكم أنا سعيدة الحظ، كالعصافير المحلّقة بسلام، حينما لم تنظر لهم بعين الاعتبار، ولم تهتم بما حولها، ولكنها نظرت إلى الأشياء بفكر واسع وطارت.
يغمرني شغف وحيرة وفرح، فأنا لم ألقَ في حياتي أماناً بهذه الصورة.
وعند الرجوع، تناهت لمسامعي كلمات، والضحكات كانت تعلو في المكان.
انظر بداخلك، واستنشق الهواء، تنفس بهدوء واسمح لنفسك أن تشعر بالحب والرفاهية، وشعرت بأنها رسائل موجهة لي، فسمحت لنفسي بالنظر واستنشقت وتنفست، سخرت من نفسي، وقبل أن أتراجع
انتابني الفضول واسترقت نظرة سريعة، تفاجأتُ بأنه صاحب الوجه الغريب، وبجانبه طفل مبتسم، لقد همس بشيء ما، وضحك الاثنان.
ثم أكمل، انظر بداخلك، امشِ الهوينى، واسمح لجميع حواسك بتأمل العالم من حولك، إنه شعور ينبع من أعماقك، ثم يفيض خلال كل جزء في روحك بالسلام والنشوة، حيث لا يترك أيّ جزء من جسدك دون أن يؤثر فيه، كم هو رائع شعورك بالأمان.
بعد ساعات من رحيلهم، فكرت كثيراً فيما قاله.
وبدأت أفهم أنني قد أسأت فهم بعض الأشياء، وحكمت عليها بأنها ضارة ونافعة وظالمة.
قررت أن أنظر بداخلي وكلّي ثقة.
إنها أفعالك ونواياك وكلماتك، كلها عطاءات تعود إليك.