تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

١٠) نزهة الحروف…

خلفان بن ناصر الرواحي

حرف (ط):
طوبى لمن كان عنده عقل وعلم، وقلب صادق سليم. طوبى لمن لم يكن لديه ذرة من كبر ونقّى روحه من براثن الشقاء والحقد والغلو. طوبى لمن ترك أثره نقيا وطاهرا…

طوبى لحرفنا هذا -(ط)- في تصدره لكلمات (طيّب، طِيبْ)؛ فالأولى تطيبُ بها ولها النفوس وتطمئن القلوب وترقى بها النفس البشرية، والثانية تطيبُ بها الثياب وتنشرح لها النفس البشرية بروائحها العطرة الزكيّة!
فهكذا نتعامل مع حرفنا هذا -(ط)- في هذا المقام بحركة التشكيل (الضم) في كلمة “طُوبى”؛ فأَطَّلِعَ إلى الطَّيباتِ من الكلماتِ التي هي بمثابة الشجرة المباركة الطَّيبة التي تؤتي أكلها في كل وقت وحين؛ فنكسرُ بها بطِيب خاطِرنا صفحات الماضي السلبية التي تكاد أن تطفئ النور من أعماق قلوبنا؛ لذلك نجد أنفسنا أمام حرف (ط) شوقًا لاستنباط المعاني من بعض الكلمات والألفاظ والعبارات التي تجعل القارئ يشعر بأنه قد وصل إلى مرحلة جديدة من حياته في استخلاص العبرة منها بما هو واقع ليلامس كل ما هو مفيد لتغيير طريقة التفكير الإبداعي والتعبير عنه بشكل أفضل ومفيد.

حرف (ظ):

ما أجمل حرف (ظ)، عندما تجده رافعا عصاه إلى السماء، وهو ظريف في كل معنى عند قراءة الكلمات التي تتناغم مع جماليات النص الأدبي الذي يجب أن ننتقيها بعناية فائقة!

لقد اختاره بعض شعراء الفصاحة في قوافيهم، ونذكر منهم في هذا المقام، الشاعر محمود سامي البارودي؛ حيث يقول:

مَتَى يَجِدُ الإِنْسَانُ خِلًّا مُوَافِقًا
يُخَفِّفُ عَنْهُ كُلْفَةَ الْمُتَحَفِّظِ

فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ بَيْنَ مُخَادِعٍ
لإِخْوَانِهِ أَوْ حَاسِدٍ مُتَغَيِّظِ

فما أجملها من أبيات، وما أجمل حرف (ظ) في تلك الأبيات الرائعة، التي لو تأملناها في مجريات حياتنا؛ لوجدناها تلامس واقع تعاملاتنا مع أنفسنا والآخرين، وهو أمر مهم لاختيار الخل الذي يجب أن يكون معه ليعينه على الدوام، وهنا يكفينا استخلاصا من تلك الكلمات الواردة في هذه الأبيات المختارة لمكانة حرف (ظ) وجماليته في تلك الكلمات والمعاني.

ولنا في هذه النزهة تتمة…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights