سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

لا تكن كالنعامة .. كيف تصبح المواجهة جزءاً من تحقيق النجاح؟(الجزء الأول)

  غزلان بنت علي البلوشي

في الطبيعة، تُعرف النعامة بأنها واحدة من عالم أكبر وأسرع الطيور، ولكن خرافة تقول إنها تدفن رأسها في الرمل عند الشعور بالخطر. هذه الصورة، رغم أنها غير صحيحة، تمثل سلوكاً إنسانياً شائعاً: الهروب من الواقع.
عندما يواجه الإنسان تحديات، قد يلجأ أحياناً لتجاهل المشكلة أو تأجيل التعامل معها، على أمل أن تختفي المشكلة من تلقاء نفسها. هذا السلوك، على الرغم من أنه يبدو حلاً مؤقتاً، يؤدي غالباً إلى تفاقم الأزمات بدلاً من حلها.
فوائد مواجهة التحديات:

الأبحاث العلمية تشير إلى أن الأفراد الذين يواجهون مشاكلهم بجرأة وواقعية يحققون نجاحاً أكبر مقارنةً بمن يتجنبون المواجهة.
تعزيز الكفاءة الذاتية: مواجهة التحديات تُحسّن الشعور بالكفاءة والمرونة النفسية.
تحليل المشكلة: التعامل المباشر مع المشكلة يساعد في تحليل أبعادها واكتشاف جذورها، مما يؤدي إلى وضع حلول فعالة.
فرصة للتعلم والتطور: مواجهة المشاكل تمنح الفرد فرصة لاكتساب مهارات جديدة وتعلُّم كيفية التعامل مع مشكلات مماثلة في المستقبل.

مخاطر تجنب المواجهة
من جهة أخرى، تجنب المشاكل يمكن أن يؤدي إلى تراكم الضغوط النفسية وزيادة مستويات التوتر، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية.
سلوك تجنب المواجهة، على الرغم من كونه آلية دفاع نفسية لتخفيف التوتر، لا يُعدّ حلّاً فعّالاً على المدى الطويل. فالتعامل المباشر مع المشكلات يساعد في التغلب عليها وتحقيق النجاح والنموّ المستدام.

ما هي النعامة الحقيقية؟

تروي الأسطورة القديمة أن النعامة تدفن رأسها في الرمال عندما تواجه الخطر، وهو تصوّر خاطئ تم تداوله منذ قرون. هذه الصورة الوردية ترمز إلى التجاهل والتهرب من المشاكل، ولكن الحقيقة هي أن النعامة لا تفعل ذلك مطلقاً. فعلى الرغم من حجمها الكبير، النعامة تفضّل مواجهة التهديدات بطرق مختلفة، مثل الجري بسرعات تصل إلى 70 كيلومتراً في الساعة، أو القتال باستخدام أرجلها القوية.

في الواقع، النعامة تستخدم أساليب فعالة للتعامل مع المخاطر، وهو درس يمكننا تعلمه جميعاً. إن التصور الشائع حول النعامة يعكس بشكل مؤسف كيف يمكن أن نختار الهروب من التحديات بدلاً من مواجهتها. ومن هنا، يصبح من الضروري أن نتعلم من طبيعة النعامة الحقيقية ونتجنب إخفاء رؤوسنا في الرمال حين تواجهنا الصعوبات.

مواجهة المخاوف بدلاً من تجنبها:

تتعدد المخاوف التي قد يواجهها الناس، بدءاً من الخوف من الفشل، مروراً بالقلق من النقد، وصولاً إلى اتخاذ قرارات صعبة. هذه المخاوف، إذا لم تُواجَه، قد تتفاقم وتتحول إلى أزمات أكبر. الدراسات في مجال علم النفس التنظيمي تُظهر أن التجاهل للضغوط والمشاكل يمكن أن يؤدي إلى تزايد مستويات القلق ويقلل من الكفاءة الإنتاجية.
عندما نلتزم بمواجهة مخاوفنا، نتمكن من تحطيم القيود التي تفرضها علينا. على سبيل المثال، يمكننا النظر إلى قصة ستيف جوبز، الذي واجه العديد من الانتقادات والفشل في بداية مسيرته، ولكنه استمر في تطوير أفكاره وواجه التحديات بشجاعة. وقد أدت مواجهته لهذه المخاوف إلى نجاحات غير مسبوقة في عالم التكنولوجيا.

خطوات عملية للخروج من قوقعةالخوف:

لتجاوز قوقعة الخوف يمكن اتّباع مجموعة من الاستراتيجيات العملية.
التفكير الإيجابي: تدريب العقل على التفكير بإيجابية يساعد في تقليل التوتر وزيادة الثقة بالنفس.
تقسيم المشاكل إلى أجزاء أصغر: التعامل مع المشاكل كمهام صغيرة يمكن أن يجعلها أكثر قابلية للإدارة ويقلل من الشعور بالإرهاق.
طلب المساعدة عند الحاجة: الاستعانة بالمشورة أو الدعم من الآخَرين يمكن أن يقدم رؤىً جديدة ويساعد في حلّ المشكلات بشكل أكثر فعالية.
تطوير الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات الشخصية جزءٌ أساسيّ من هذا النهج. عندما نثق بقدراتنا، نصبح أكثر استعداداً لمواجهة التحديات بشكل فعال وتحقيق أهدافنا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights