2024
Adsense
مقالات صحفية

تحديات التعليم وإشكالاته ( القرار الصائب مفتاح العدل)

د. محمد بن أحمد البرواني
محمد للاستشارات والتدريب mhmdtrain@gmail.com

يُفهم القرار على أنه اختيار بديل من ضمن البدائل المتاحة للحل وتحقق الهدف المرغوب تحقيقه والقرار الصائب لا انحياز فيه ولا عاطفة ولا مصلحة شخصية سوى مصلحة الأمة والمجتمع مبدأه الدين ومنبره الغاية التي تسعى إليها المؤسسة ؛فكم من قرار أودى بصاحبه مهاوي الردى ،فلا قرار دون استماع القول واتباع أحسنه ،ولا تأكيد لحديث دون معرفةٍ قويّةٍ من ضعيفة ،ولا شراء دون نظر ،ولا قرارات إن لم تتوفر البيانات الصحيحة التي تعمل على صنع القرار ثم اتخاذه ؛وإلا اتبع متخذ القرار ما تشابه منه وذهب ألعوبة بيد الجهلة من المتقوّلين وصار أداة لهوى نفسه وشيطانه.

إنّ القرارات الصائبة هي القرارات التي تبنى على البيانات وتسير وفق منهجية علمية تبدأ من وجود المشكلة فعليًا لا هوائيا في لسان الناقلين والمتقمصين أدوار العارفين ومن ثم وجود البدائل وترتيبها حسب الأولويات واختيار البديل الأفضل لتنفيذه وتعميمه ،هذه المنهجية تحتاج صناع مهرة ذوي فكر إداري وتربوي يحولون الفكرة إلى واقع .

كم من البيانات الهائلة التي تحويها أنظمة تطوير الأداء، وكم من النتائج والحقائق الواضحة التي تظهرها المؤسسات التعليمية كفيلة بمعرفة قوتها من ضعفها والجوانب التي تحتاج إلى التطوير فيها ومدى مستوى التقدم في مجالات التحسين يمكن الحصول عليه من كبسة زر.

إن البعد عن البيانات في اتخاذ القرار سبيل لضعف المؤسسة التعليمية وبعدها عن التقدم العالمي ومواكبته له وليس أدّل من ذلك سوى نتائجها في المقاييس العالمية التي تمثلها اختبارات التيمز(TIMSS) والبيرلز(PIRLS) والبيسا(PISA) وهي اختبارات تقيس مستوى الأداء عند الطلبة.

ويمكن القول أنّ الأمة الناجحة هي نتاج التعليم الناجح فلا يعتقد أي فردٍ اتّبع هواه وجرى وراء مصلحة نفسه دون أمته ووطنه وضيّع سبل التعليم أنه بعيدا عن هذا الضياع بل هو في قلبه والمتضرّر الأوّل منه وإلا فكيف يكون التعليم فريضة لكل مسلم وأول ما نزل من القرآن اقرأ.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights