2024
Adsense
مقالات صحفية

الصينيون، والافتخار بالتاريخ و الحضارة

    صموئيل نبيل أديب

عبر التاريخ كانت هناك شعوب معروفة بأنها تفتخر بماضيها وتاريخها بشكل كبير جداً، كان منهم الشعب الألماني والإنجليزي والصيني وشعوب أخرى، حتى أنه وإلى وقت قريب كان من السهل أن تجد أشخاصاً يحفظون تاريخ بلدانهم بالسنوات والأيام، ويتذكرون المواقف والأحداث التي ربما ترجع إلى ألف سنة قبل ميلادهم.

ولكن العولمة وتداخل الشعوب خفف من تلك الذكريات وجعل البعض ينسى، إلا الشعب الصيني، فعلى المستوى الشعبى أو النخبة المثقفة تجد لديهم ذلك الافتخار بالتاريخ الذي يظهر جلياً ليس فقط داخل الدولة وإنما أيضاً خارجها، حتى لو كان خارجها يبعد آلاف الأميال مثل مصر.

 الصينيون في سينما الهناجر بالقاهرة

بالأمس وفي سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية أقيم حفل تدشين تعاون فني بين قنوات صينية وقنوات مصرية لعرض المسلسلات والأفلام الصينية في مصر كمقدمة لمزيد من التعاون في مجال الإعلام العام.

قنوات صينية في شراكة مع قنوات مصرية

إلى هنا والحدث عادي يتكرر مع معظم القنوات الأوربية أو الأمريكية، ولكن أفراد المنشأة الصينية وزعوا هدية وإن كانت بسيطة، ولكن لها مدلولات كبيرة جداً.

الهدية عبارة عن أجندة ورقية مجسمة علي شكل المدينة المحرمة، وهي لمن لا يعرف: المدينة التي كان يسكنها الإمبراطور الصيني منذ آلاف السنين، مرفق معه اثنا عشر دبوساً عبارة عن أشكال لحيوانات كانت توضع على مداخل المدينة المحرمة تبعاً للفكر الصيني.

القنوات التلفزيونية الصينية ترسل رسالة إلى كل من حضروا مفادها أنها جاءت من دولة تفتخر بتاريخها العريق، و تذكرك بشكل غير مباشر أنها أول دولة صنعت الورق بطريقته الحديثة، فقدمت لك هدية ورقية، مع ألوان الورق من الأحمر والأصفر، وهي ألوان العلم الصيني، ودبابيس من اللون الأصفر بأشكال الحيوانات التي كانت توضع فوق مدينة الإمبراطور في التاريخ القديم.

هدية تعني الكثير لشعب يفتخر بتاريخه ويدافع عنه، ويتشبث بعظمة ماضيه ويعرف كيف يسوّق لنفسه، حتى ولو كان في موقف بسيط مثل شراكة قنوات تلفزيونية على أرض مصرية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights