تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

٧) نزهة الحروف…

خلفان بن ناصر الرواحي

حرف (ر):

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، مستهلا أبياته بحرف (ر):

رأيت الناس قد مالوا
إلى من عنده مالُ

ومن لا عنده مالٌ
فعنه الناس قد مالوا

رأيت الناس قد ذهبوا
إلى من عنده ذهبُ

ومن لا عنده ذهبٌ
فعنه الناس قد ذهبوا

رأيت الناس منفضة
إلى من عنده فضة

ومن لا عنده فضة
فعنه الناس منفضة

فلو تمعنا هذه الأبيات؛ نجدها تحاكي واقعنا المعايش، وعبّرت عن حقيقة مرة؛ فليتنا نتعظ.

بالإضافة لذلك لو ننظر إلى حرفنا (ر)، لوجدناه كأنه العين الحسية التي نرى بها الأمور، حتى وإن جاءت منفردة. فمثلا، فعل الأمر لكلمة رأى هو (رَ)؛ وهذا أحد أسرار لغة الضاد الفريدة أيضا!

حرف(ز):

ورد في لسان العرب [مادة: زهد 65/ 7]: ” زهد: الزهد والزهادة في الدنيا، ولا يقال: الزهد إلا في الدنيا خاصة، والزهد: ضد الرغبة والحرص على الدنيا والزهادة في الأشياء كلها ضد الرغبة”.

إن ديننا الإسلامي الحنيف لم يحرم علينا الاستمتاع بالحياة، ولكن ابتغاء الدار الآخرة هو الهدف الأسمى الذي نسعى إليه؛ فالزهد الحقيقي هو الكف عن المعصية والبعد عن كل شيء يؤدي إلى الترف وكفر النعم، والتزكية للنفس والمال عما زاد عن الحاجة؛ ولذلك فإن الزكاة في الإسلام لا تكون إلا فيما زاد عن الحاجة وحال عليه الحول، ومن يزهد فيما فاض عن حاجته ويتصدق به على من ليس عنده؛ فهذا زهد مطلوب وحسن وحث عليه الإسلام.

فهكذا نرى أن حرفنا هذا – (ز)- موجود في كلمتي الزهد والزكاة؛ ويكفينا ذلك استنباطا دون غيره في هذا المقام.

ولنا في هذه النزهة تتمة…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights