شعب تحت الأنقاض

إبراهيم اليعقوبي
ينتظر منا نصره، ينتظر منا الاستغاثة، ينتظر منا الدعاء والدعم، قُتل أطفاله، يُتِّمتْ عوائله، ورُمِّلت نساؤه، نرى ونسمع قتلاً، تشريداً، مجاعةً، هتك أعراض، أسرى ملأت السجون.
إنه شعب يصرخ من الألم والحسرة، يصحو وينام على صوت الانفجارات والغارات الجوية.
بيوت تُهدم، عائلات تُهجّر من أوطانها، يالها من مأساة ومناظر ترقّ لها القلوب، وتدمع لها العيون، لا أمن ولا استقرار. أشلاء وجثث هنا وهناك متناثرة، مناظر يشفق لها القلب.
إلى متى ونحن نقف في سكون يلفّه الصمت؟ إلى متى يخيّم علينا الضعف والانكسار؟
إنها أمتنا العربية تذهب في أدراج الرياح، ونحن بلا حراك. هل ننتظر أن تدور الدائرة علينا؟ هل ننتظر حتى تغتصب ارضنا؟ أما آن لنا أن نقول للعدو الصهيوني كفى؟ أما آن لنا أن نتصدى لهم؟ إنهم أحرقوا أرضنا وأضاعوا حقوقنا، ويكادون يخفون هويتنا كعرب ومسلمين.
إنها حقيقة مرّة نتجرعها كل يوم وساعة ودقيقة.
ونحن نلتزم الصمت دون ردع، دون تغيير، هل يجب علينا أن نكون هكذا؟
وا أسفاه إذا كنا هكذا؟ ماذا ننتظر إذاً في هذه الحياة؟ هل نموت بحيائنا؟ هل نلتحف بغطائنا؟ ونحن قوة لو اجتمعت لأخرست الجميع وأرهبت كل الجيوش، وأرعبت كل الأمم، نحن أمة الإسلام والدين والحق.
هل هذا حالنا؟ هل كنا كذلك على مر التاريخ؟ لا وكلا، بل كنا نضرب بحزم، نشقّ صفوف الجيوش شقاً، نرعب الدول، تعلونا الهيبة والشموخ، يهابنا الجميع في هذه المعمورة شرقاً وغرباً، نوضع في الحسبان، ويوضع لنا ألف ألف اعتبار.
عندما كنا صفاً واحداً، عندما كنا قلباً واحداً، انهضي يا أمة الإسلام، جددوا طاقاتكم، فأنتم الأعلون وهم الأسفلين. حفظكم الله من كل مكروه.