سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
الخواطر

من يعشق روي لا يُلام

ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

ترتدي فستانها الأبيض ذا النقط السوداء، تهرول كل صباح، وتمشي
الهوينا في المساء قمراً منيراً في الصيف وشمساً دافئة في الشتاء.
جاحظة العينين وكأنها فلّة بيضاء.

حينما تتلبد السماء بالغيوم تحملني الخُطى إلى “روي” حيث الجمال، فأتذكر مراتع الصبا ولحظات الأُنس، حيث تسلُّق الجبال، والتجوّل بين تلك الرُبى والجنان والملاعب المنتشرة في كل مكان، لا سيما ملعب الفتح ملتقى الأقران.

أهيم بها والهيام من نوازل الشوق، ولا أقوى على صدّ الرماح ولا السهام، فأنقاد لربوعها قسراً.
ومن يعشق روي أيها الأحبة لا يُلام.
أكابد اللحظات وأغتنم الفرص
لأصبح أو أمسي هناك مع الزحام.

أصغي لهمس السواقي وحديث الطويان، كالخزينة ومسيطيح والواسط والعلوية والميتة والعلاية والسيد ملتقى الأحبة والأهل والخلّان، وهي من بعض طويان روي وليس جمعيها، وهذا ليس للحصر بل للبيان.

وروي قِبلة العلم منذ القِدم، وبها مدارس العلم والقرآن، وقد أنجبت صناديد الرجال من أباةٍ وشجعان،
سلوا الآباء والأجداد عن قصص البطولات منذ غابر الأزمان.

روي طيف من رحلوا وعبق ملؤه عطر المكان.
روي جنة منسية وواجهة جميلة للوطن العظيم عُمان، روي مدينة حُبٍّ ذات سحرٍ وأفنان، روي دوحة أظلتنا بكل لطف وحنان.

يزهو الصباح بطلّتها، وإذا أظلم الليل فهي سكينةٌ وأمان. روي صوت المآذن حينما يرفع الأذان، يقولون لي: أسرفتَ في حبّها، فأقول:
وما حيلة الطفل إلا الهذيان؟
ومن يعشق بصدق فلا يقوى على الكتمان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights